فنون و ادب

عادات وتقاليد البادية

(حرمة البيوت – الحسنة)

 

حاتم عبدالهادي السيد :

للبادية تقاليد خاصة، فلا يستطيع أحد أن يتخطاها وإلا جُرِّم على فعلته، وقانون البادية صارم في هذه المسائل، وهناك قضاة مختصون لحرمة البيو ت فللبيت حرمة خاصة، وكل شيء يسير بميزان في ربوع البادية الممتدة وخناك الحسنة وهي مشتقة من قول المولى عز وجل : ” ولا تنسوا الفضل بينكم : ، والفضل هو الجميل الذي يسديه لك أحد، او قبيلة تتنازل عم حقها علي شكل حسنة، فإذا كان لهذه القبيلة التي تم التنازل إليها حق مستقبلي علي نفس القبيلة تم تذكيرهم بأنهم أصحاب فضل سابق فتنتهي القضية بالتنازل كذلك، أو لأجل ما قدموه سلفاً يصبح ديناً في رقبة القبيلة ليوم معلوم يتم سداده، وهذا من شيم الشهامة كذلك .

حًرمة البيت :

تحدد مسافة حرمة البيت بدائرة نصف قطرها أربعون خطوة تكال من طرف البيت, وقد كفل القانون العرفي الحماية للبيت ولمن فيه من بشر ومتاع, إذ لا يحق للرجل أن يلحق غريمه داخل حرمة بيت آخر ويضربه, كما لا يحق للرجل أن يضرب أحد أبنائه أو زوجته داخل بيت أحد وإلا كلفه ذلك دفع ثمن انتهاك حرمة البيت.

الحسنة :

معناها أن يحسن إنسان لآخر بأن يقدم له معروفاً؛ كأن ينقذه من موت أو يحميه أو يستر عورته أو يرد إبله المنهوبة.

والحسنه تبقى متوارثة من جيل إلى جيل ولا تحمي أبد الدهر, والبدو يُجِلّون من أسدى لهم معروفاً ولا ينسونه, فإن كان الضيف القادم له «حسنة» عند أحد المقيمين (المحلية) فهو أحق بقراه وإكرامه من الآخرين كي يرد إليه بعض جميله.

وإذا عارضه أحدهم وذهبا إلى القضاء يقول صاحب الحسنة للقاضي: «هذا ضيف بيني وبينه حسنة, الحسنة اللي تلزم الملازيم وتفكّ المرازيم», فلا شك بأنه سيربح القضية, ويستأثر حسب العرف والعادة بقرى هذا الضيف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى