المزيد
محاصرة قرطاج في الحرب البونيّة الثالثة
حينما جاء الرومان لمحاصرة قرطاج في الحرب البونيّة الثالثة، كانوا يعتقدون أنّهم سيستولون على المدينة بسهولة بسبب منعها في السابق من الأسلحة والأفيال الحربية، لكنهم تفاجئوا بمقاومة عنيفة، فقد قام القرطاجيّون بصهر المواد الحديدية وصناعة الأسلحة منها، وقامت النساء بقصّ شعورهنّ وصناعة الحبال، وأُطلق سراح المساجين جميعاً للمُشاركة في الدفاع عن المدينة، ودام الحصار حوالي ثلاث سنوات ..
•
في النهاية استطاع الرومان الدخول إلى المدينة، فوجدوا مقاومة من السُكّان في مشاهد بطولية نادرة، وأصبحت حرب شوارع، في الأنهج والأزقّة، واستمات القرطاجيّون في الدفاع عن وطنهم، وقد قاوم صدربعل (ليس صدربعل برقة وإنما صدربعل آخر) مقاومة شديدة لكن في الأخير حينما رأى أنَّ أعداد القتلى تتزايد، ذهب يطلب الصفح من سكيبيو وأذلّ نفسه أمامه، فلمّا سمعت زوجته بما فعله زوجها، صرخت قائلة للقائد سكيبيو الافريقي: «لا أنقم على الرومان، فهذه هي قواعد الحرب، ولكن أطلب من الآلهة ومنك أنت يا سكيبيو أن تُعاقب زوجي الذي أذلَّ نفسه أمام العدو، وخان الوطن، والآلهة، وزوجته وأبناءه»، ثمّ صعدت أعلى المعبد، وقامت بإلقاء نفسها في النار مع أبنائها، حيث أن الموت بالنسبة إليها كان أهون من ذلك العار.
•
هذه الرواية ذكرها بعض المؤرخين القدامى، مثل المؤرخ الروماني أبيان، الذي عاش في أواخر القرن الأول الميلادي، وتناقلت قصة تضحيتها عبر أجيال وقرون عديدة على أنّها مثال للشرف والحرية، حتى أنَّ الفنّانين بالقرون الوسطى وعصر النهضة تأثّروا بفعلتها ورسموا عنها العديد من اللوحات الفنية.
•
بالصورة لوحة فنية رُسمت في عام (1603 – 1673م) بريشة الفنان الإيطالي: Pietro della Vecchia، من مدينة البندقية، تصوّر زوجة صدربعل وأطفالها وهي تندد بزوجها لسكيبيو الافريقي، وتُحفظ هذه اللوحة حالياً تحت كود رقم: NGI.94، بالمعرض الوطني الايرلندي.
•