قبائل و عائلات

قبيلة الحويطات.. تاريخ بدوي عريق ونفوذ ممتد بين الحجاز وبلاد الشام

أسماء صبحي – تعد قبيلة الحويطات واحدة من أبرز القبائل العربية في الشرق الأوسط. إذ تمتد جذورها التاريخية عبر رقعة جغرافية واسعة تشمل شمال غرب الجزيرة العربية، جنوب الأردن، شبه جزيرة سيناء، وجنوب فلسطين. وقد شكلت القبيلة عبر قرون طويلة عنصرًا فاعلًا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبادية مستندة إلى قوة عددها وتماسك بنيتها القبلية.

أصول قبيلة الحويطات 

ينتمي الحويطات، بحسب أغلب كتب الأنساب، إلى قبيلة جذام القحطانية. وهي من القبائل العربية العريقة التي استقرت في شمال الحجاز وبلاد الشام منذ عصور مبكرة. ويرجع النسابون تسمية القبيلة إلى جدها الأعلى حويط بن جماز، الذي تنتسب إليه معظم بطون الحويطات المعروفة اليوم.

وقد أسهم الموقع الجغرافي للقبيلة في جعلها على تماس دائم مع طرق الحج والتجارة القديمة. وهو ما منحها دورًا محوريًا في حماية القوافل وتأمين المسارات بين الحجاز وبلاد الشام.

الانتشار الجغرافي

يتركز الوجود التاريخي لقبيلة الحويطات في منطقة تبوك شمال غرب السعودية إضافة إلى جنوب الأردن خاصة في معان والعقبة، كما تمتد فروع منها إلى سيناء ومناطق في فلسطين. ويعد هذا الامتداد العابر للحدود من السمات البارزة للقبيلة، حيث حافظت على روابطها الاجتماعية رغم تغير الكيانات السياسية.

الدور التاريخي والسياسي

برز اسم الحويطات بشكل لافت خلال الثورة العربية الكبرى (1916) حين لعب عدد من فرسانها وشيوخها دورًا محوريًا في دعم قوات الشريف حسين بن علي ضد الحكم العثماني. وقد أصبحت القبيلة في تلك المرحلة أحد الأعمدة القبلية التي استندت إليها الثورة في جنوب بلاد الشام.

كما احتفظت الحويطات بعلاقات متوازنة مع السلطات العثمانية قبل الثورة ومع الدول العربية الناشئة بعدها. مما ساعدها على الحفاظ على نفوذها دون الدخول في صدامات طويلة الأمد.

البنية الاجتماعية والقيادة

تتكون الحويطات من عدة بطون وعشائر، من أبرزها العلوين، النجادات، الفريجات، والبدول، ولكل فرع امتداد اجتماعي ودور محلي معروف. ويقوم النظام القبلي على احترام الشيخ والالتزام بالأعراف العشائرية خاصة في قضايا الصلح وحل النزاعات.

ولا تزال المجالس القبلية تشكل إطارًا مهمًا لاتخاذ القرار الاجتماعي. رغم تراجع الدور السياسي التقليدي للقبيلة مع صعود الدولة الحديثة.

ويقول الدكتور عبد الرحمن المبيضين، الباحث في تاريخ القبائل العربية والبادية الأردنية، إن قبيلة الحويطات تمثل نموذجًا واضحًا للقبيلة التي لعبت دورًا محوريًا في الأحداث المفصلية للمنطقة خاصة خلال الثورة العربية الكبرى واستطاعت لاحقًا التكيف مع بنية الدولة الحديثة دون أن تفقد هويتها القبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى