قبائل و عائلات

قبيلة بني صخر.. نفوذ تاريخي وحضور متجدد في قلب المشرق العربي

أسماء صبحي – تعد قبيلة بني صخر واحدة من أبرز القبائل العربية في منطقة الشرق الأوسط، حيث لعبت أدوارًا سياسية واجتماعية مؤثرة على مدى قرون خاصةً في مناطق الأردن وشمال الجزيرة العربية. ورغم التحولات العميقة التي شهدتها المنطقة لا تزال القبيلة تحتفظ بثقلها الاجتماعي وحضورها التاريخي مستندة إلى إرث طويل من الزعامة والتحالفات.

جذور قبيلة بني صخر

تنتمي بني صخر إلى القبائل القحطانية وتحديدًا إلى قبيلة طيء بحسب غالبية كتب الأنساب العربية. وقد استقرت القبيلة منذ قرون في البادية الممتدة من شمال الجزيرة العربية إلى وسط وشرق الأردن. مستفيدة من موقعها الجغرافي الذي جعلها لاعبًا رئيسيًا في طرق التجارة القديمة بين الحجاز وبلاد الشام.

الدور السياسي والتاريخي

برز اسم بني صخر بشكل واضح خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. حين كانت القبيلة من القوى القبلية الكبرى التي فرضت نفوذها على مساحات واسعة من البادية الأردنية. وقد أقامت القبيلة علاقات مع الدولة العثمانية من جهة، ومع القوى المحلية الناشئة من جهة أخرى، ما منحها هامش حركة سياسيًا كبيرًا.

ومع تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، لعب شيوخ بني صخر دورًا محوريًا في دعم الاستقرار السياسي. وكانت القبيلة من أوائل القوى القبلية التي دخلت في تحالف مع الدولة الأردنية الناشئة. وأسهمت في ترسيخ الأمن وبسط النفوذ الحكومي في مناطق البادية.

البنية الاجتماعية والقيادة

تتكون بني صخر من عدة بطون وفروع، أبرزها الطوقة والخرشان ولكل فرع امتداد اجتماعي واسع. ويقوم النظام القبلي داخل بني صخر على التقاليد العربية المعروفة، مثل احترام الشيخ، الاحتكام إلى العرف، وتقديم قيم الكرم والنخوة وحماية الجار.

ورغم تراجع الدور التقليدي للقبيلة بفعل التمدن، لا تزال الروابط العشائرية حاضرة بقوة..خاصة في المناسبات الاجتماعية الكبرى، والانتخابات وحل النزاعات المجتمعية.

بني صخر في العصر الحديث

في العقود الأخيرة، انتقل حضور بني صخر من البادية إلى المدن وبرز أبناء القبيلة في مجالات متعددة مثل السياسة، الجيش، التعليم، والاقتصاد. كما شغل عدد من أبنائها مناصب وزارية وبرلمانية رفيعة في الأردن، مما يعكس قدرة القبيلة على التكيف مع متطلبات الدولة الحديثة دون فقدان هويتها.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد العبدالله، أستاذ التاريخ الاجتماعي والباحث في شؤون القبائل العربية، إن قبيلة بني صخر تمثل نموذجًا واضحًا للقبيلة التي استطاعت الانتقال من النفوذ العسكري في البادية إلى النفوذ الاجتماعي والسياسي داخل الدولة الحديثة. دون الدخول في صدام مع مؤسسات الحكم وهو ما يفسر استمرار حضورها حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى