صائد الدبابات.. حكاية الجندي المصري الذي غير موازين الحرب في أكتوبر المجيد

في قرية شيبة قش التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ولد محمد عبد العاطي في 15 ديسمبر عام 1950، دون أن يدرك أن اسمه سيصبح يوماً رمزاً للبطولة والعزة في تاريخ العسكرية المصرية والعالمية، نشأ شاباً بسيطاً، يحمل في قلبه عشق الوطن، فالتحق بصفوف القوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969، خلال فترة حرجة كانت فيها مصر تستعد لاستعادة كرامتها بعد نكسة 67.
من هو محمد عبد العاطي
بدأ عبد العاطي خدمته العسكرية في صفوف القوات المسلحة، ثم انتقل إلى وحدات الصاعقة، قبل أن ينضم إلى كتيبة المدفعية رقم 35 المتخصصة في المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، حيث تعلّم هناك استخدام صاروخ “فهد”، أحد أحدث الأسلحة في ذلك الوقت، حتى أتقن فن الرماية بدقة متناهية جعلته أشبه بفنان يرسم مصير العدو في ساحة القتال.
وفي السادس من أكتوبر 1973، عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس ورفعت علم النصر فوق خط بارليف، كان عبد العاطي أحد أبطال العبور، تمركز خلف خطوط العدو على بعد ثلاثة كيلومترات من خط المواجهة، مكلفاً بمهمة حماية القوات المصرية من هجمات الدبابات الإسرائيلية وسط النيران وأزيز الرصاص، أظهر شجاعة استثنائية جعلت منه أسطورة ميدانية.
في الثامن من أكتوبر، أطلق أول صاروخ فهد باتجاه دبابة معادية، فأصابها بدقة مذهلة لتشتعل فوراً، ثم واصل إطلاق الصواريخ واحداً تلو الآخر، حتى تمكن خلال نصف ساعة فقط من تدمير تسع دبابات، محولاً أرض المعركة إلى جحيم للعدو، وفي اليوم التالي، أضاف إلى رصيده مجنزرة وثلاث دبابات أخرى، ليصل إجمالي ما دمره إلى 17 دبابة وبحلول العاشر من أكتوبر، بلغ عدد الدبابات التي دمّرها 23 دبابة وثلاث عربات مجنزرة.
استمر عبد العاطي في بطولاته حتى نهاية الحرب، ليسجل رقماً قياسياً عالمياً بتدمير 27 دبابة، من بينها دبابة اللواء 190 المدرع بقيادة العقيد عساف يجوري، الذي وقع في الأسر، وعندما طلب يجوري الأسير أن يرى الجندي الذي دمّر دبابته، حضر عبد العاطي، فوقف أمامه شامخاً، ليرد العقيد الإسرائيلي التحية العسكرية احتراماً لبسالته.
نال محمد عبد العاطي لقب صائد الدبابات، وأصبح أول رجل في العالم يسجل هذا الإنجاز الفريد وفي عام 1974، كرمه الرئيس أنور السادات بمنحه وسام نجمة سيناء، أرفع وسام عسكري في مصر، تقديراً لشجاعته وإخلاصه لوطنه.



