وطنيات

نساء من ذهب.. الدور الخفي للمرأة المصرية في حرب أكتوبر 1973

عندما يذكر نصر أكتوبر المجيد عام 1973، يتجه الحديث غالباً إلى شجاعة الجنود المصريين وقوة الجيش في مواجهة العدو، لكن خلف هذه الصورة البطولية يظل هناك جانب آخر لا يقل عظمة، وهو دور المرأة المصرية التي وقفت بإصرار وشجاعة إلى جانب الوطن، لتكتب صفحة خالدة في سجل التاريخ.

المرأة المصرية في قلب المعركة

لم تكن المرأة بعيدة عن ميادين النضال، فقد جسدت خلال حرب أكتوبر مثالاً فريداً للوطنية والتفاني، حيث شاركت بفاعلية في مختلف مجالات الحياة المدنية والعسكرية، وقدمت تضحيات كبيرة ساهمت في ترسيخ النصر ورفع مكانة الأمة، لتبقى رمزاً للفخر والعزة لكل المصريين.

ماذا فعلت المرأة في حرب أكتوبر؟

لم تكتف المرأة بمتابعة الأحداث، بل كانت شريكة أساسية في صناعة النصر، عبر أدوار وطنية وإنسانية واجتماعية متعددة.

 المرأة في الصفوف الخلفية

قدمت النساء جهوداً عظيمة خلال أيام الحرب في مواقع الدعم غير المباشر للجبهة، ومن أبرز هذه الأدوار:

  • تمريض الجرحى: تطوعت آلاف النساء للعمل كممرضات في المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية، وبذلن الجهد لرعاية الجنود المصابين وتقديم العلاج لهم.
  • التبرع بالدم: نظمت حملات واسعة للتبرع بالدم في مختلف أنحاء الجمهورية، وكانت النساء في الصفوف الأولى لتلبية احتياجات المصابين.
  • إعداد المؤن والملابس: شاركت السيدات في تجهيز الوجبات وحياكة الملابس وتوفير البطاطين والمستلزمات الضرورية التي أُرسلت لدعم الجنود على الجبهة.

المرأة في الإعلام والتعبئة الوطنية

لعبت الإعلاميات والكاتبات والفنانات دوراً بارزاً في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية، من خلال:

  • البرامج الإذاعية والصحفية: قدّمت المذيعات رسائل دعم وفخر بالجنود، وروجن لقيم الوطنية والوحدة خلف الجيش.
  • الأعمال الفنية: ساهمت الفنانات بأغانٍ وطنية ومسرحيات عبرت عن التحدي والصمود، وأسهمت في رفع معنويات الجنود والشعب معاً.

 الصبر والتضحية

لم يكن دعم المرأة مقتصراً على العمل العام، بل انعكس أيضاً في حياتها اليومية من خلال:

  • الصبر على غياب الأبناء والأزواج: وقفت الأمهات والزوجات بثبات رغم فراق الأحبة، وبعضهن قدمن شهداء فداء للوطن، وكان صمودهن مصدر إلهام للجميع.
  • إدارة الأسرة في غياب الرجال: تحملت المرأة مسؤولية الأسرة كاملة، وأدارت الحياة اليومية بإيمان راسخ بالنصر وثبات عزيمة.

 المتطوعات والناشطات

شاركت نساء الهلال الأحمر واتحادات المرأة في تنظيم القوافل الإغاثية وتقديم الدعم النفسي لعائلات الشهداء والمصابين، كما انخرطن في العمل الاجتماعي لمساندة المجهود الحربي بكل ما يملكن من طاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى