علي محمد الشرفاء يكتب..
أصحاب المَشْأَمَة
ابتدعوا كتبًا تنشر الفتنة وتفرق المسلمين، تستهدف هجر القرآن كتاب الله الذى أنزله على رسوله ليبلغ الناس آياته، يخاطب رسوله عليه السلام بقوله: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) “الأحزاب45″، تبشر الناس إذا اتبعوا آياته فلا يضلون في حياتهم الدنيا، ولا يشقى الإنسان فيها، ويجزيه الله جنة النعيم في الآخرة، وتنذر الذين لم يتبعوا كتاب الله وآياته من يوم كان شره مستطيرًا، ونار تلقف ما صنعوا، كما أمر الله رسوله بقوله سبحانه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)) “الزخرف 43-44″، ففي يوم القيامة سيكون السؤال للناس جميعًا عند الحساب (هل اتبعتم أوامره في آياته؟ وهل طبقتم تشريعاته؟ وهل التزمتم بعظاته؟ وهل ابتعدتم عن محرماته؟)، فلن يكون لأي كتاب آخر موضع في يوم الحساب من الكتب العشرة التي سوَّلت لأصحابها أنفسهم وارتكبوا جريمة شنعاء لتغييب عقول المسلمين وتشويه رسالة الإسلام وما تدعو إليه من رحمة وعدل، ليبعدوا الناس عن كتاب الله الذي أنزله على رسوله يحمل رسالة الإسلام ليبلغ الناس بالدين الإسلامي ويعرض عليهم تشريعاته وأخلاقياته من رحمة وعدل وحرية وإحسان وتسامح وسلام.
وبعد قرن ونصف من الزمان من وفاة الرسول عليه السلام بدأت تظهر كتبٌ جديدةٌ تدَّعي بأنها تقدم تشريعات تتعلق بدين الإسلام، وتدعوا الناس أن يؤمنوا بكتبهم فهي السبيل الوحيد لنشر الإسلام وتلك الكتب منسوبة لمسلم / البخاري / ابن داود / ابن ماجه / الترمذي / والنسائي، ثم تليهم كتب شيوخ المذاهب الأربعة وهي / الحنبلي / والشافعي / والحنفي /والمالكي)، عشرة كتب وتشريعات متعارضة وتعاليم دينية ليست متفقة تتناقض مع رسالة الإسلام التي أنزلها الله على رسوله في كتابه المبين وآيات من الذكر الحكيم في قرآن كريم، فهل من سبقت أسماؤهم اعتمدوا في اجتهاداتهم على مرجعية القرآن، أم ابتدعوا أحكاما ومذاهب افترت على الله ورسوله تزويرًا وتحريفًا لرسالة الإسلام التي تدعو للرحمة والعدل والإحسان وحرية الاعتقاد والسلام بين كل الناس، ودعوة للتعاون والتكافل في المجتمعات الإنسانية، ليخرج على المسلمين من يشوه صورة الإسلام ويحول الرحمة إلى انتقام ونقمة ويبدل الحرية إلى استبداد، ويشوه العدل إلى ظلم وطغيان، داعيًا لقتل المختلف معه في الدين ومشجعا على الفتنة والفرقة، ينشر الفزع بين الآمنين في أوطانهم، يساعد أعداء الله على الاعتداء على المسالمين، استقت الفرق الإرهابية عقائدهم من كتبهم العشرة حتى طغوا واستباحوا الحرمات وقتلوا الأبرياء وشرَّدوا الأطفال والنساء بعد ما دمروا ديارهم ظلما وعدوانا، ويثور سؤال لدى كل عاقل:
١- أيُّ دين يتبعون؟ وأيُّ رسول به يؤمنون؟ وأيُّ كتاب أنزله الله عليهم لينشروا دينا لا يمت لرسالة الإسلام بصلة أو علاقة؟ أيُّ شيطان تعلموا على يديه ليفرقوا المسلمين ويشوهوا صورة الإسلام؟ من أمر المسلمين باتباعهم في مذاهبهم وما نقلوه من روايات وأكاذيب وافتراءات على الله ورسوله والله يأمر الناس بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) “النساء59″، طاعة الرسول فيما يبلغكم من الله من آيات بينات فى كتاب كريم، فلا يوجد نص في القرآن الكريم يتحدث عن إطاعة أصحاب الكتب العشرة من ناقلي الروايات ومبتدعي المذاهب، لأنها تتنافى مع ما أمرنا الله به في قوله سبحانه (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ) “آل عمران19″، وقوله سبحانه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)”آل عمران 85″، فهل أمر الله رسوله بتقسيم الإسلام إلى مذاهب متعددة؟ وهل سبحانه أمر رسوله بتبليغ الناس تعاليم لم يتضمنها القرآن الكريم؟ وهل تغاضى المسلمون عن قوله سبحانه وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) “آل عمران103″، وكيف تعاموا عن تحذير للمسلمين عن قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) “الأنعام 159″، كيف تعمدوا إغفال التحذير الإلهي والذي يتهمهم بأنهم لتفرقهم ابتعدوا عن رسالة الإسلام التى بلغهم إياها رسول الله؟ فلم يعد عليه الصلاة والسلام ينتمي إليهم لأنهم خالفوا أوامر الله، وعصوا تعليماته، وأغواهم الشيطان، وسولت لهم أنفسهم ارتكاب العصيان لأوامر الله فسوف يكون حسابهم عسيرا، لهم ولمن اتبعهم يوم القيامة، لقد بلغ بهم التدليس على المسلمين بأن أقنعوا الناس بأن الخلاف رحمة وكيف يكون الخلاف رحمة فى مذاهبهم إذا كان الخلاف دوما يؤدى للتصادم والتناحر والقتال، إن الخلاف لا يمكن إلا أن يكون نقمة ألا ننظر كيف أدى الخلاف بين المسلمين منذ وفاة الرسول عليه السلام!، قتلا وتدميرا، ظلما وتضليلا، تشريدا ومآسيا، طغيانا وعدوانا، كل أحداث الماضى وأحداث اليوم سببها الخلاف إذًا بأي منطق يكون الخلاف رحمة، تلك كانت وسائلهم لإلهاء المسلمين وأشغالهم بما لا يعود عليهم بالنفع والخير لا في دنياهم ولا فى آخرتهم.
ولذلك فإنني أعرض لكم تحذير الله للناس بألا يتبعوا غير كتابه الذى أنزله على رسوله الكريم لتنشروا الخير والتعاون والرحمة والعدل والسلام، من أجل حياة كريمة وآمنة بين لكل البشر فى كل مكان، تنفيذا لقوله سبحانه (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)”الأعراف 3″، إن الذين ساهموا فى اجتهادات شريرة وفتاوى مريرة ضيقت الحياة على الناس وسودت عيشتهم وشجعوا قتل الأبرياء واستباحة الحرمات وسفك الدماء وأكل أموال من يخالفونهم فى العقيدة والحكم بإعدامهم، أين سيذهبون من الله سبحانه يوم الحساب يوم يقول لهم (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ) “الفرقان 17”. ويوم الحساب يأتي الذين اتبعوا الروايات وأتباع المذاهب المختلفة فيتم سؤالهم لماذا خالفتم كتاب الله وآياته التي تدعوكم باتباع قرآنه وعدم اتباع أحد من خلقه فكان جوابهم في قوله سبحانه (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) “الأحزاب 67”.