تاريخ ومزارات

من قصص التراث الإنساني الإسلامي

حاتم عبدالهادي السيد
 
“جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى” .. ما سر شهرة هذه العبارة و من قائلها؟
 
شدَّ انتباه عُمر بن الخطاب، أن أبا بكر يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويدخل بيتًا صغيرًا لساعات ثم ينصرف إلى بيته.
 
وكان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا سر هذا البيت ..!، ومرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين يزور هذا البيت ؛ ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله، فقرر عمر دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه؛ ليشاهد بعينه ما بداخله، وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق بعد صلاة الفجر.
 
وحينما دخل عمر هذا البيت الصغير، وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحِراك ليس لها أحد ؛ كما أنها عمياء العينين ..و عرفها بنفسه، فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟!!، وأراد أن يعرف ما سر علاقة أبي بكر بهذه العجوز العمياء ؟!.
 
وسأل عمر العجوز : “ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟” (يقصد أبو بكر الصديق).
فأجابت العجوز وقالت : “والله لا أعلم يا بُني ؛ فهذا الرجل يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه، ومن ثم يُعد لي الطعام، وينصرف دون أن يكلمني”.
 
ولما مات أبو بكر قام عمر باستكمال رعاية العجوز الضريرة، فقالت له : “أمات صاحبك ؟!”، فقال : “وماأدراكِ ؟”، قالت: “جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى”، فجثم عمر بن الخطاب على ركبتيه وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة: “لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر” .
 
أنبكي أبا بكر أم نبكي عمر ..أم نبكي حالنا اليوم على المشاعر والأخلاق التي انهارت و تدهورت، رضي الله عنهم وأرضاهم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى