حوارات و تقارير

الجالية العربية في غينيا.. الجسر التجاري الثقافي بين الشرق والغرب الإفريقي

أسماء صبحي– في قلب التنوع العرقي الغيني تتواجد الجالية العربية الصغيرة لكنها مؤثرة ومن بينهم الجالية اللبنانية التي تبرز في مشهد الأعمال والتجارة. ورغم قلة عدد أفرادها مقارنة بالقبائل الكبرى مثل الفولاني والماندينكا والسوسو. إلا أن وجودهم الاقتصادي والثقافي يكسبهم أهمية خاصة في نسيج المجتمع الغيني.

من هم هؤلاء العرب في غينيا؟

ينتمي هؤلاء بشكل رئيسي إلى الجالية اللبنانية التي ينظر إليها عمومًا كأشخاص من أصل عربي متجذر في تقاليد الشرق الأوسط وخاصة من لبنان. وقد وصل بعضهم إلى غينيا في سياقات هجرة اقتصادية بعد أزمات مرت ببلدهم الأم.

عددهم صغير حيث تشير بعض التقديرات إلى حوالي 6,400 شخص يتحدثون اللغة العربية (اللهجة الشامية). ويعتنقون غالبًا الإسلام أو المسيحية ضمن الطائفة التقليدية.

دور الجالية العربية في الاقتصاد والمجتمع

تلعب الجالية اللبنانية دورًا بارزًا في القطاع التجاري في غينيا. إذ ينخرط أفرادها في إدارة المؤسسات التجارية وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة. هذا النشاط أكسبهم حضورًا اقتصاديًا ملحوظًا في العاصمة كوناكري وبعض المدن الأخرى.

الهوية الثقافية والدينية

بينما يمثلون أقلية عددية، إلا أن الجالية المحافظة على هويتها العربية تُظهر تماسكًا ثقافيًا. ويسود التزام بالتقاليد، سواء الدينية أو الاجتماعية، حيث يمارس بعضهم الإسلام وفقًا للتقاليد السنية. في حين ينتمي البعض الآخر إلى الطوائف التقليدية المسيحية دون تحيزات تحزبية واضحة.

ويقول الباحث في شؤون الجاليات العربية، الدكتور سامي العلي، أن الجالية العربية في غينيا مثال حي على كيف يمكن لأقلية صغيرة أن تصنع أثرًا ظاهرًا اقتصاديًا وثقافيًا دون أن تخفي هويتها. ورغم التحديات فإنها تحافظ على جذورها، وتساهم في بناء جسور بين بيئتين مختلفتين.

ويضيف الدكتور العلي: “هذه الجالية تعد نموذجًا للاستيعاب والتكيف. فهي متجذرة في ثقافتها الأصلية لكنها في الوقت ذاته مندمجة في الواقع الغيني. ما يجعلها كيانًا مليئًا بالتناقضات والثروات الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى