جذور قبيلة بني زيد وانتشارها في العراق وفلسطين والجزيرة العربية
تعد قبيلة بني زيد أو كما تعرف بـ زيود العراق من القبائل الحميرية القحطانية، وقد دخل أفرادها الإسلام في زمن الإمام علي بن أبي طالب، حيث خاضوا المعارك ثم أسلموا، وتزوج منهم، قبل أن تبدأ هجرتهم من نجد إلى عدد من المناطق.
جذور قبيلة بني زيد
انتقل أبناء هذه القبيلة إلى اليمن والحجاز وفلسطين وحلب، واستمروا بنفس الاسم بني زيد، لكن الغالبية اختارت العراق موطنًا، واستقرت في محافظات مثل الناصرية وميسان وديالى وحمرين والموصل وسلمان باك وعقرقوف وخان بني سعد والحلة والحصوة والإسكنرية وأبي غرف، كما يوجد بعضهم في كربلاء والنجف، حتى أصبحت جميع محافظات العراق تقريبًا تضم عائلات تنتمي لهذه القبيلة.
كما تحدث المؤرخ العزاوي عنهم في كتابه قبائل العراق، وأكد على قدم هذه العشائر وشرف نسبها، وذكر أن الكثرة منهم تنحدر من أولاد حماد بن حرقوص بن فياض بن عطوي الكبير بن الأمير زيد بن سويد، وهو الجد الأكبر لجميع عشائر بني زيد.
تنتشر عشائر بني زيد في مناطق متعددة من العراق، منها محافظة الأنبار وتحديدًا الكرمة، وفي وسط العراق بمحافظات بابل وكربلاء والنجف، وفي الجنوب بمحافظات المثنى وذي قار والبصرة، مع وجود كبير في الموصل، وتعد محافظة ذي قار هي المركز الأساسي لهذه العشيرة.
تتفرع قبيلة بني زيد إلى عدة بطون وأفخاذ وأفرع، فمنهم من لا يزال في اليمن، ومنهم من استقر في العراق، وآخرون في نجد، حيث تواجدوا في القويعية والشعراء والدوادمي وشقراء والبكيرية وغيرها.
بطون القبيلة
من بطون القبيلة آل صالح، ويضم هذا البطن أفخاذًا مثل آل مجرن، القوزة، آل مجيول، آل مهنا، آل يابس أما بطن حرقوص، فينقسم إلى أفخاذ منها البواريد، آل منيع، وآل بشر، وتشير الروايات إلى أن الأمير زيد كان له ابنان هما عطوي وعطية، ومن نسل عطوي جاء فياض وبلدي، ومن ذرية فياض خرج الشيخ عثمان بن عبد الله، مؤلف كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد.
من حيث النسب، تعود قبيلة بني زيد إلى بني نهد من قضاعة، وهي قبيلة قحطانية حميرية، كما أن القلقشندي ذكر في كتابه نهاية الأرب أن بني زيد هم بطن من نهد من قضاعة، وينحدرون من زيد بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير.
أما المؤرخ عبد الرحمن المغيري، فقد أورد في كتابه المنتخب أن نسب بني زيد يمتد إلى زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن أبي سويد بن زيد بن نهد بن زيد بن أسلم بن ليث بن سود بن الحاف بن مالك بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
السويدي أيضًا ذكرهم في كتابه سبائك الذهب، وبين أن زيد بن نهد يعود نسبه إلى أبي سويد بن زيد بن نهد، وواصل في سرده لنسبهم الحميري القحطاني حتى قحطان، وأكد ابن حزم في جمهرة أنساب العرب هذا النسب.
وفي فلسطين، تنتشر عشيرة الزيود بشكل واسع، وقد وردت معلومات عنهم في موقع نسب العائلة، حيث أشير إلى أنهم يعيشون في فلسطين والأردن واليمن والعراق وسوريا، ويعرف عنهم أنهم من أوائل من سكنوا بلدة السيلة الحارثية، وانقسموا إلى عدة فروع كبيرة منها الفقيس، الحجوج، المناصرة، والمشاعلة.
يسكن الزيود مناطق مختلفة من فلسطين أبرزها جنين، حيفا، الناصرة، السيلة الحارثية، شفا عمرو، تعنك، كفر مندا، المجيدل، ومناطق أخرى، ويتمتع أفراد هذه العشيرة بمستوى علمي عال، فمنهم الأطباء والمهندسون والمحامون والمعلمون والمدراء والتجار والمزارعون.
أما في الأردن، فيعيش كثير من أبناء عشيرة الزيود في عمان، إربد، الزرقاء، الرصيفة، جرش، وتوزعت العائلة إلى أقسام عدة مثل الزيود بني حسن، الزيود بني عباد، والزيود في مدينة سحاب، ينتشر الزيود بني حسن في مناطق الزرقاء، الهاشمية، غريسا، أم صليح، المفرق، وجرش، بينما يقيم الزيود بني عباد في البلقاء، والزيود الآخرون في سحاب.
وفي اليمن، يعيش عدد كبير من أبناء الزيود، كما يوجد تواجد واضح لهم في العراق وسوريا، وقد قدم أبناء هذه العشائر تضحيات كبيرة دفاعًا عن القضية الفلسطينية والكرامة العربية، ولا يزال العديد منهم في معتقلات الاحتلال الصهيوني.
نسب عشيرة الزيود
عن نسب عشيرة الزيود، ذكر الدكتور هشام الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين أنهم من أنسباء بني حسن القادمين من شرق الأردن، حيث نزلوا أولًا في عارورة التابعة لأعمال رام الله، ثم استقروا في السيلة الحارثية.
كما أكد الباحث عليان الخوالدة في كتابه القول الحسن، أن الزيود فرع من عشائر السادة الأشراف، وينحدرون من نسل الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، مشيرًا إلى وجود صلة نسب مؤكدة بين زيود السيلة الحارثية وزيود بني حسن، وهو أمر يعترف به الطرفان.
أشار المؤرخ نصوح الطاهر إلى أن الزيود سكنوا السيلة الحارثية قبل عام 1726م، وكانوا معروفين بكثرتهم وقوتهم، أما المؤرخ إحسان النمر، فقد وصفهم في كتابه تاريخ جبل نابلس والبلقاء بأنهم يتميزون بالعناد والبأس، وأنه لولا صلابتهم لتم القضاء عليهم في إحدى الحقب التاريخية العصيبة.



