حوارات و تقارير

منصات التشهير والإخوان.. لماذا يستهدفون مصر في ملف غزة؟

أسماء صبحي – أثارت تصريحات خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، موجة عارمة من الغضب في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية. وذلك عقب تحميله مصر مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. ودعوته الصريحة للشعب المصري بمحاصرة السفارات والزحف نحو فلسطين.

واعتبرت دوائر مصرية واسعة هذه التصريحات محاولة فجة للمزايدة على الدور المصري. وتشويشًا ممنهجًا على الجهود المتواصلة التي تبذلها القاهرة من أجل إنهاء الحرب الجارية على غزة.

وفي ظل تصاعد حدة الكارثة الإنسانية وتجميد مسار المفاوضات السياسية. رأى مراقبون أن الحية اختار لغة التحريض في لحظة تحتاج إلى أعلى درجات الحكمة، حيث خاطب المصريين قائلاً: “يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟”، داعيًا إلى اقتحام الحدود ومحاصرة السفارات.وهو ما أثار حفيظة كبار المحللين والمسؤولين واعتبروه تجاوزًا خطيرًا يتجاهل الدور المحوري الذي تقوم به مصر سياسيًا وإنسانيًا.

اتهامات باطلة

وصفت وسائل إعلام ومحللون سياسيون مصريون تصريحات الحية بأنها تحريضية وتفتقر للموضوعية. مشيرين إلى أن مصر لم تتوقف يومًا عن بذل الجهود الحثيثة لإنقاذ غزة من الحرب. سواء عبر إدخال المساعدات، أو الوقوف في وجه خطط التهجير القسري التي تحاول إسرائيل فرضها.

وأكد المراقبون أن القاهرة ظلت على مدى شهور الأزمة الوسيط الوحيد الفاعل على الأرض رغم التحديات الإقليمية والضغوط الدولية. وهو ما يجعل من هذه الاتهامات تضليلًا متعمدًا للرأي العام، ومحاولة لتحميل مصر فشل القيادة الحمساوية في تحقيق أي تقدم على مستوى المفاوضات.

جزء من حملة إخوانية

من جانبه، علق السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على تصريحات الحية. معتبرًا أنها امتداد لحملة دولية ممنهجة تقودها جماعة الإخوان بهدف النيل من مكانة مصر ودورها الإقليمي في القضية الفلسطينية.

وأكد هريدي أن حماس تفتعل هذه الهجمات الإعلامية بهدف التغطية على إخفاقاتها في إدارة الأزمة داخليًا. متهمًا الحركة بأنها تعرقل جهود التهدئة، وتستغل المشهد الإنساني للترويج لروايتها. في حين أن القاهرة لم تتأخر لحظة عن تقديم الدعم الكامل لغزة دون تحيز أو مصالح ضيقة.

وشدد الدبلوماسي المخضرم على أن مواقف مصر ثابتة تجاه الشعب الفلسطيني. وأنها ستواصل أداء دورها التاريخي في دعم القضية دون أن تنجرف إلى الرد على مزايدات لا تخدم إلا الاحتلال.

كلمة الرئيس السيسي

وفي مواجهة هذه التصريحات، جاء رد الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحًا وحاسمًا. مؤكدًا أن السياسة المصرية تجاه قطاع غزة تنطلق من ثلاث ركائز أساسية الوقف الفوري لإطلاق النار. ضمان التدفق المستمر والآمن للمساعدات، والسعي الحثيث لإطلاق سراح الرهائن.

وقال الرئيس السيسي إن مصر كانت ولا تزال تقوم بدور شريف ومخلص وأمين، وأن معبر رفح لم يُغلق يومًا من الجانب المصري. مشددًا على ضرورة فتح المعبر من الجانب الفلسطيني لتسهيل عبور المساعدات والإمدادات إلى الداخل الغزي.

مصر لا تنتظر توجيهات

وفي السياق ذاته، أكد الخبير في العلاقات الدولية أيمن سمير، أن ما صدر عن خليل الحية لا يمتّ للواقع بصلة. مؤكدًا أن مصر لا تنتظر تعليمات من أحد لكي تقوم بواجبها التاريخي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.

وأوضح سمير أن الدولة المصرية تتحرك على عدة مسارات متوازية، تشمل الوساطة السياسية، والتحركات الدبلوماسية، والتدخلات الميدانية لإدخال المساعدات. إلى جانب رفضها الصارم لأي مشاريع تهجير تستهدف سكان غزة، رغم ما تتعرض له من ضغوط خارجية.

تشويه لدور مصر

من جانبه، هاجم النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، تصريحات الحية. مؤكدًا أن من الأولى بحماس أن تصدر بيانًا يدين الحصار الذي تفرضه جماعة الإخوان على السفارات المصرية حول العالم بدلًا من تحميل مصر وزر المعاناة في غزة.

وأضاف بكري أن الدولة المصرية لم تتخلف يومًا عن دعم الفلسطينيين سواءً عبر الجهود السياسية أو الإغاثية. مشيرًا إلى أن مصر أدخلت مؤخرًا كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والطبية عبر معبر رفح رغم الصعوبات اللوجستية والظروف الأمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى