الرقص الذي يزرع البهجة في القلوب.. تعرف على فن الشرح العماني
يرتبط فن الشرح في معناه بكلمة الانشراح، التي تشير إلى الفرح وبهجة النفس وسمو السرور، ويعكس هذا الفن اسمه بوضوح، إذ يضفي على الأجواء سعادة واضحة ويبعث البهجة في نفوس من يحضره، ويشتهر به سكان محافظة ظفار في سلطنة عمان، حيث يقدمونه في المناسبات الاجتماعية السعيدة، وعلى رأسها حفلات الزفاف، ويتغنون خلاله بكلمات شعرية تعبر عن الفرحة المرتبطة بالعرس، كما يعرف نوع آخر من هذا الفن باسم شرح الوادي، ويؤدى في ولاية بني خالد التابعة لمحافظة شمال الشرقية.
الآلات الموسيقية في فن الشرح
يعتمد أداء فن الشرح على مجموعة من الآلات التقليدية، ويشارك في تقديمه رجلان يتحركان بحركات رزينة ترافقها أبيات شعرية تحمل طابعًا جادًا، وتتزامن هذه الحركات مع أنغام آلة القصبة الهوائية التي تشبه الناي، إلى جانب إيقاع الطبل المرواس، حيث يُضرب عليه براحة اليد، ويدار في الهواء باليد الأخرى، كما يستخدم عازف المهجر طبلًا يضعه على ركبتيه، بالإضافة إلى الدف الصغير المزود بالجلاجل، إلى جانب طبل الكاسر الذي يُضرب على وجهيه باستخدام الكفين.
الطريقة المتبعة في أداء رقصة الشرح
يبدأ العرض بارتداء الراقصين وشاحًا من الحرير أو الصوف المزخرف، حيث يمسك كل واحد منهما طرف الوشاح بيده اليسرى بينما ينسدل الطرف الآخر خلفه، ثم يبدآن حركتهما الهادئة المنسقة، ويقومان أولًا بالركوع أمام الفرقة الموسيقية، وبعدها يؤديان حركات ثلاثية متتابعة تشمل ثني الركبة والتفافًا خفيفًا للجسد أثناء الاستقامة، ما يعكس تناغمًا دقيقًا في الأداء.
مراحل فن الشرح الشعري والحركي
يتألف فن الشرح عادة من جزأين أساسيين، هما القصبة والقبوس، فيركز القصبة على الغزل، بينما يعبر القبوس عن المناجاة والدعاء، ويُلاحظ في هذا الجزء الأخير تسارع في إيقاع الغناء والحركة، ويُستبدل النص الشعري بأبيات أخرى مختلفة، ويزداد الإيقاع سرعة، مما يستدعي حركات إضافية وسريعة من الراقصين.
الانسجام والتناسق أساس نجاح الرقصة
يعتمد نجاح الرقصة على مدى التناسق والتناغم بين الراقصين، إذ يتحركان معًا بشكل متطابق، سواء بالتقدم أو التراجع، أو بالدوران والقفز، حيث يظهران وكأنهما شخص واحد يتحرك في تناغم تام، ويحرصان على عدم تجاوز أحدهما للآخر أو التأخر عنه أثناء الأداء.
أصول رقصة الشرح وأشهر محترفيها
تؤدى رقصة الشرح وفق قواعد متوارثة يلتزم بها الراقصان بدقة، ومنها ضرورة أن يؤديا الرقصة حافيَي القدمين، كما يلتزمان بالخطوات والحركات المتوارثة بكل تفاصيلها، وقد تميز هذا الفن بظهور عدد من الراقصين المعروفين الذين برعوا في أدائه وقدموا عروضًا استثنائية جعلتهم من رموز هذا اللون التقليدي الأصيل في الثقافة العمانية.



