أغرب طقوس الاحتفال بيوم “عاشوراء” في الدول العربية

أميرة جادو
تختلف مظاهر إحياء يوم “عاشوراء” في العالم العربي بين أبناء المذهبين السني والشيعي، إذ يتخذه السنة يومًا للصيام والعبادة اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واحتفالًا بنجاة نبي الله موسى عليه السلام من فرعون.
أما الشيعة، فيرونه يومًا للحزن والحداد على استشهاد الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي، في معركة كربلاء، ويحيونه بطقوس تعبيرية تتراوح بين النواح واللطم، وأحيانًا يصل الأمر إلى جلد النفس ولومها على المشاركة الرمزية في تقصير الأمة تجاه حفيد الرسول.
أغرب طقوس الاحتفال بـ “عاشوراء”
مصر.. وطبق العاشوراء
في مصر، يتجلى الاحتفال بعاشوراء في الصيام والتقرب إلى الله بالصلاة والعبادة، كما يتميز هذا اليوم بطبق “العاشوراء” الشهير، الذي يعد أحد أبرز رموز المناسبة، ويتكون من خليط من حبوب القمح المعروف بـ”البليلة” ممزوجة بالحليب والسكر والنشا.
السعودية.. تلاوة القرآن والسيرة النبوية
تعتمد المملكة العربية السعودية المذهب السني رسميًا، ومع ذلك، يحتفل الشيعة بعاشوراء ضمن نطاق محدود داخل بيوتهم في المنطقة الشرقية، لاسيما في “القطيف” و”الإحساء”، حيث تكثر التجمعات الشيعية.
وتتخذ هذه الاحتفالات طابعًا دينيًا هادئًا، يتمثل في تلاوة القرآن الكريم وتقديم الدروس الدينية عن سيرة النبي محمد وآل بيته، مثل الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء.
وفي بعض الأحيان، يحاول الشيعة الخروج إلى الشوارع في مظاهرات للمطالبة بحقهم في ممارسة طقوسهم الدينية بحرية.
تونس.. جمع الحطب وذبح الدجاج
يحتفل الأطفال بعاشوراء في تونس بطريقة مميزة، إذ يجمعون الحطب والأخشاب في الأزقة، ثم يشعلون فيها النار وهم يرددون على إيقاع الطبول أو الأواني المنزلية عبارة “عاشورا، عاشورا”.
وفي البيوت، تذبح الدواجن وتطهى لتكون وجبة الغداء الرئيسية في هذا اليوم، ما يمنح المناسبة طابعًا احتفاليًا شعبيًا يتجدد كل عام.
المغرب.. رش المياه
وفي المغرب، يعرف يوم عاشوراء بـ”يوم زمزم”، إذ يتميز برش المياه كتعبير عن البهجة، ويقوم أول من يستيقظ في المنزل برش أفراد الأسرة الآخرين بالماء، بينما يخرج الأطفال والشبان في الأحياء الشعبية لرش المارة بالماء.
كما تحضر في هذا اليوم وجبة “الكسكس” التقليدية، وتقدم الفواكه الجافة مثل اللوز والتمر والجوز.
وفي الأرياف والبوادي، يحتفظ الماء بمكانة خاصة، حيث يرش على المواشي والحبوب والمؤن وحتى وجوه الأطفال، تعبيرًا عن البركة والنشاط للعام بأكمله.
ويتبع يوم عاشوراء بـ”ليلة الشعالة”، حيث تشعل نيران كبيرة في الساحات، وتحيط بها النساء والأطفال مرددين أهازيج، بعضها يروي قصة استشهاد الحسن والحسين، وبعضها يروي حكايات شعبية أخرى.
الجزائر.. تخصيب أيادي “العوانس” بالحنة
يعتبر يوم عاشوراء في الجزائر، عطلة مدفوعة الأجر، وتقام فيه الاحتفالات عبر توزيع الحلويات وإعداد أطباق تقليدية مثل “شخشوخة البساكرة” أو “التريد”.
وتلجأ الفتيات غير المتزوجات إلى تزيين أيديهن وأرجلهن بالحناء اعتقادًا بأن ذلك يقربهن من الزواج.
أما بعض الطقوس الشيعية في الجزائر، فتمارسها نساء يقمن بتقطيع شعرهن والامتناع عن الأعمال المنزلية، في تقليد لما جرى عقب مقتل الحسين في كربلاء، عندما مزقت النساء ثيابهن وقصصن شعورهن حزنًا.
العراق.. هدوء السنة وحزن الشيعة
أما في العراق، يحيي أهل السنة ذكرى عاشوراء بالصيام والصلاة والعبادة في هدوء.
و عند الشيعة، الذين يشكلون غالبية في البلاد، فالأجواء مختلفة تمامًا، إذ تقام ما يعرف بـ”الطقوس الحسينية”، التي تتضمن البكاء والعزاء على مقتل الإمام الحسين.
وفي مطابخ الشيعة، يعد طبق “القيمة” المكون من الأرز واللحم والحمص بديلاً عن الحلويات في هذا اليوم، تعبيرًا عن الحزن والحداد.
البحرين.. مجالس حسينية
وفي البحرين، تقام المجالس الحسينية منذ وقت مبكر من شهر محرم، وهي جزء لا يتجزأ من الهوية الدينية لدى شيعة البحرين.
كما يطلق على هذه المجالس مصطلح “التحاريم”، ويستخدم للدلالة على ولادات ووفيات الأئمة من آل البيت، وتغلق الأسواق والدكاكين يومي التاسع والعاشر من محرم، ويتم تعطيل الدوائر الرسمية والخاصة.
وفي صباح العاشر من محرم، تخرج مواكب العزاء إلى الشوارع، ويتصدرها النائحون الذين ينشدون مراثي حزينة حول الإمام الحسين، ويعرف هؤلاء باسم “شيّالا”.
لبنان.. سكب الدماء والنحيب
في لبنان، يعبر الشيعة عن حزنهم في عاشوراء بطرق شديدة القسوة، حيث يقوم البعض بضرب رؤوسهم بأدوات حادة حتى تنزف دماؤهم، تعبيرًا عن الحداد.
كما تستخدم السيوف والخناجر والسلاسل في ضرب الأجساد، ويصاحب ذلك ترديد القصائد الحزينة وكلمات الرثاء والبكاء الشديد والعويل من الرجال والنساء على حد سواء.



