موسم الرياض: كيف أعاد تشكيل المشهد الثقافي في المملكة؟

أسماء صبحي – منذ انطلاقته الأولى عام 2019، استطاع موسم الرياض أن يغير الصورة التقليدية للثقافة والترفيه في المملكة العربية السعودية. حيث أعاد تعريف الفعاليات الثقافية والترفيهية من خلال رؤية طموحة تجمع بين الأصالة والابتكار. ولم يكن الموسم مجرد مهرجان مؤقت، بل مشروع متكامل أعاد رسم ملامح المشهد الثقافي والاجتماعي في السعودية. وأطلق موجة جديدة من الوعي، والانفتاح، والتعبير الفني.
التنوع الثقافي في موسم الرياض
من أبرز ما ميز الموسم هو غنى وتنوّع الفعاليات، التي شملت المسرح، الموسيقى، السينما، الأزياء، فنون الطهي، المعارض التراثية، والمهرجانات العالمية. فقد استضاف الموسم عروضًا مسرحية من مصر والكويت ولبنان. وأحيى حفلات غنائية لأكبر نجوم العالم العربي والعالمي مثل محمد عبده، وماجدة الرومي، وشاكيرا، وبيتبول.
كما فتح الموسم المجال أمام فنانين ومواهب سعودية للظهور على منصات كبرى أمام جمهور واسع. مما ساعد على اكتشاف وتبني طاقات محلية في مجالات مثل المسرح والموسيقى والتصميم.
البنية التحتية الثقافية
لم يتوقف التأثير الثقافي للموسم عند تنظيم الفعاليات فقط. بل امتد إلى تطوير بنية تحتية مستدامة تدعم الحركة الثقافية والترفيهية. فقد شيدت مناطق ترفيهية جديدة مثل “بوليفارد رياض سيتي” و”ونتر وندرلاند”. بالإضافة إلى تحويل معالم المدينة إلى منصات مفتوحة للعروض والفنون.
وساعدت هذه الخطوات في تحويل الرياض إلى وجهة ثقافية وسياحية على مدار العام. وجعلت من الثقافة عنصرًا اقتصاديًا فاعلًا، يدر دخلاً، ويوفّر وظائف، ويخلق فرصًا استثمارية للفنانين وروّاد الأعمال.
الثقافة للجميع
من أبرز إنجازات موسم الرياض هو كسر الحواجز الاجتماعية التقليدية تجاه الفنون والترفيه. فقد أصبح الذهاب إلى المسرح أو حضور حفلة موسيقية أو تجربة مطبخ عالمي جزءًا طبيعيًا من حياة المواطن والمقيم. بعد أن كانت مثل هذه الفعاليات محدودة أو غير متاحة.
وقد ساهم الموسم في نشر ثقافة التذوق الفني والانفتاح، ورفع الوعي بقيمة الفن كجزء من الهوية الوطنية. مما أدى إلى تغير في الذوق العام، وظهور موجة شبابية مهتمة بالإبداع والمشاركة الثقافية.
ولم يكن الأثر الثقافي للموسم منفصلًا عن التأثيرين الاقتصادي والاجتماعي. فقد خلق آلاف الوظائف المؤقتة والدائمة، وشجع على إطلاق مشاريع صغيرة في مجالات الأزياء، الأطعمة، والإنتاج الفني. كما ساهم في تحريك الاقتصاد المحلي وتعزيز قطاع السياحة الداخلية والخارجية. حيث استقطب الملايين من الزوار من داخل المملكة وخارجها.