الشيخة صباح.. عالمة القرآن وراوية العلم من قلب طنطا
أسماء صبحي – في زمن كان التعليم الديني مقتصرًا إلى حدّ كبير على الرجال. ظهرت من مدينة طنطا بمحافظة الغربيةشخصية نسائية استثنائية فرضت حضورها في مجال علم القراءات والحديث الشريف. وهي الشيخة صباح السمرائي التي لمع نجمها في النصف الأول من القرن العشرين كواحدة من أبرز العالمات المصريات في علوم الدين والقرآن الكريم.
نشأة الشيخة صباح
ولدت صباح في طنطا لعائلة متدينة من أصول عراقية، وقد اشتهرت عائلتها بالعلم والفقه. ومنذ طفولتها أظهرت نبوغًا مبكرًا في حفظ القرآن الكريم وتمكنت من ختمه قبل سن العاشرة. مما لفت انتباه علماء المدينة آنذاك، وعلى رأسهم مشايخ المسجد الأحمدي.
درست على يد كبار العلماء في طنطا، وكان لها شرف التلقي على يد الشيخ محمد علي سلامة والشيخ عبد الرحمن الكتاني. حتى نالت إجازات في القراءات العشر والحديث الشريف، وهو أمر نادر للنساء في تلك الحقبة.
دورها التعليمي والدعوي
تحولت صباح السمرائي إلى رمز للتعليم الديني النسائي في الغربية. حيث خصصت جزءًا من منزلها في طنطا لتعليم النساء والفتيات القرآن وعلوم التفسير. كمت كانت تلقي دروسها في المسجد الأحمدي أيضًا، وتخرج على يديها مئات الحافظات والمعلمات كثير منهن أصبحن من العالمات في الريف والدلتا.
ويقول الدكتور محمود رزق، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر فرع طنطا، إن الشيخة صباح السمرائي كانت مرجعية حقيقية في علم القراءات. وكان يحضر لها بعض المشايخ لتصحيح التلاوة. كما كانت نموذجًا حيًا لتفوق المرأة المصرية في العلوم الشرعية، رغم القيود الاجتماعية في زمنها.
رحلت صباح في أوائل السبعينات، لكن إرثها لا يزال حاضرًا في حلقات العلم التي أسستها. وفي التأثير الذي تركته في الأوساط الدينية في طنطا وما حولها. كما يطالب العديد من علماء الغربية الآن بجمع تراثها وتوثيقه، وإطلاق اسمها على مراكز تحفيظ القرآن الكريم، تخليدًا لذكراها.



