تاريخ ومزارات

من 3 إلى 100 باب.. رحلة تطور أبواب المسجد النبوي عبر العصور

أميرة جادو

كان للمسجد النبوي الشريف 3 أبواب في بنايته الأولى في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومع مرور الزمن والتوسعات التي شهدها المسجد، وصل عدد الأبواب الآن إلى 100 باب.

تاريخ الأبواب الأولى للمسجد النبوي

أول الأبواب القديمة تم إغلاقه بعد أن تحولت قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، حيث كان هذا الباب باتجاه القبلة الجديدة. تم استبداله بباب في الجهة الشمالية. كما احتفظ المسجد بباب عثمان وباب عاتكة.

باب عاتكة وباب الرحمة

والجدير بالإشارة أن باب عاتكة تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى سيدة من مكة، هي ابنة زيد بن عمر من قبيلة عدي بن كعب، التي أسلمت وهاجرت إلى المدينة.

وقد تم تسميته كذلك لوجوده مقابل منزلها، وأطلق عليه أيضا “باب الرحمة”، ووفقًا لما ورد في صحيح البخاري، عندما دخل رجل إلى المسجد طالبًا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لطلب المطر، أمطرت السماء لمدة 7 أيام، وبعد طلب آخر لرفع المطر خشية الغرق، انقشعت السحب، واعتبر هذا رحمة من الله، لذلك سمي بباب الرحمة.

باب عثمان وباب جبريل

أما الباب الذي يقع في الجهة الشرقية فسمي في البداية بباب عثمان، نسبة إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم أطلق عليه لاحقًا اسم “باب جبريل” نسبة إلى لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام في هذا المكان أثناء غزوة بني قريظة.

التوسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب

بعد التوسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أصبح للمسجد النبوي 6 أبواب، حيث تمت إضافة 3 أبواب جديدة في حوائط المسجد، وقد تم إضافة باب على الجهة الشمالية، باب خاص بالنساء في الجهة الشرقية، علاوة على باب السلام في الجهة الغربية.

ومع توالي التوسعات في المسجد النبوي عبر العصور المختلفة، استمر زيادة عدد الأبواب مع الحفاظ على مسميات الأبواب الرئيسية، تم توزيع الأبواب الجديدة بشكل منظم حول المسجد من مختلف الجهات.

مواصفات الأبواب الحديثة

تتمتع الأبواب الحديثة للمسجد النبوي بمواصفات متميزة، حيث يبلغ عرض الباب الواحد 3 أمتار، ارتفاعه 6 أمتار، وسماكته أكثر من 13 سنتيمترًا.

ويزن كل باب حوالي طنا وربع الطن، ويمكن فتحه وإغلاقه بسهولة باستخدام يد واحدة، تم تصنيع الأبواب باستخدام خشب الساج عالي الجودة، مع إضافة أكثر من 1500 قطعة من النحاس المذهب المنقوش، وتزدان الأبواب بكتابة “محمد رسول الله”.

صناعة أبواب المسجد النبوي

والجدير بالذكر أن هذه الأبواب  قج تم تصنيعها في عدة دول، حيث تم جمع خشب الساج من الولايات المتحدة، وتم نقله إلى إسبانيا حيث جفف في أفران خاصة، ثم تم قصه باستخدام مناشير ليزرية، بعد ذلك، صبت قطع النحاس المذهبة عليها، وتم صقلها وتلميعها قبل تثبيتها في الأبواب، تمت عملية التركيب باستخدام طريقة التعشيق التقليدية دون استخدام المسامير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى