قلعة البثنة: الحصن الذي حمى بوابة الفجيرة إلى الداخل

أسماء صبحي – في قلب وادي حام الخصب، وعلى بعد نحو 13 كيلومترًا غرب مدينة الفجيرة. تقع قلعة البثنة التي تعد من أبرز المعالم التاريخية في الإمارة. وبنيت القلعة في الفترة ما بين عامي 1745 و1800. وقد لعبت دورًا استراتيجيًا مهمًا في حماية الطرق التجارية والزراعية التي تربط الساحل بالداخل.
تصميم قلعة البثنة
تتميز القلعة بتصميمها المستطيل، وتضم برجين دائريين في الزوايا. بالإضافة إلى غرفة حراسة مستطيلة تُعطي انطباعًا بوجود برج ثالث. كما نيت القلعة باستخدام الصخور والطين والطوب اللبن، مع استخدام الأخشاب المحلية في الأسقف. ويقع المدخل الرئيسي في الجدار الشرقي، ويؤدي إلى ممر ضيق يفضي إلى ساحة داخلية تحتوي على غرف متعددة بعضها كان يستخدم لتخزين التمور.
لعبت القلعة دورًا محوريًا في تاريخ الفجيرة، خاصة في القرن التاسع عشر. حيث كانت مركزًا للصراعات بين القبائل المحلية والقوى الإقليمية مثل سلطنة مسقط. وفي عام 1884، استولى الشارقيون على القلعة مما ساهم في تعزيز استقلال الفجيرة عن حكم مسقط والشارقة. وأدى النهاية إلى اعتراف بريطانيا بالفجيرة كإمارة مستقلة في عام 1952.
الترميم والوضع الحالي
ويقول الدكتور عبد الله الشامسي، أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات، إن قلعة البثنة ليست مجرد مبنى أثري، بل هي شاهد على مرحلة مفصلية في تاريخ الإمارات. حيث كانت مركزًا للصراعات والتحالفات التي شكلت ملامح الدولة الحديثة.
وخضعت القلعة لعدة مراحل من الترميم، كان آخرها في عام 2008. حيث تم الحفاظ على المواد الأصلية المستخدمة في البناء. واليوم تعد القلعة موقعًا سياحيًا مهمًا وتستقطب الزوار المهتمين بالتاريخ والعمارة التقليدية.