المزيد

جلولاء نهاية الفرس وسقوط إمبراطوريتهم تحت سيوف المسلمين

في السابع من ديسمبر عام ستمئة وسبعة وثلاثين ميلاديا، وتحت سماء ملبدة بدخان الحرب، دارت معركة مصيرية في قلب جلولاء، آخر معاقل الفرس، حيث تقاطعت طرق أذربيجان وفارس في موقع استراتيجي حصين، حيث أن هناك تجمع الفرس المنهزمون القادمين من المدائن تحت قيادة مهران وتحت راية يزدجرد آخر ملوكهم، مصممين على الصمود أمام زحف جيش المسلمين، وحفر الفرس خندقا عميقا ونثروا الحسك الحديدي في طرق الخيول والمشاة، أملا في إيقاف تقدم المسلمين بخدعهم وحيلهم.

تاريخ جلولاء

تحرك المسلمون بإرادة أقوى من خنادق الفرس وأصلب من حديد حسكهم، تحت راية القائد الباسل القعقاع بن عمرو التميمي، الذي قادهم في أكثر من ثمانين مواجهة طاحنة، كانت كل واحدة منها تضيق الخناق على الفرس، حتى مزقوا حصونهم وحطموا آمالهم، وفي لحظة حاسمة خرج الفرس من ممر سري في محاولة يائسة لشن هجوم عاصف استمر حتى أسدل الليل ستاره، لكن القعقاع ببصيرته وشجاعته اكتشف باب الخندق فاقتحمه بنفسه، ونادى جنوده هبوا يا أسود الإسلام، فاندفع المسلمون كالسيل الجارف، يقتحمون الباب ويفتحون طريق النصر.

تفرقت جموع الفرس في الدروب الضيقة، تسقط خيولهم تحت وطأة المطاردة حتى صاروا مشاة عزلا تسقطهم سيوف المسلمين واحدا تلو الآخر، أكثر من مئة ألف مقاتل فارسي تناثرت جثثهم في الساحات وعلى التلال، فتحولت جلولاء إلى معركة رهيبة سميت جلولاء الوقعية، لما شهدته من دمار ساحق لجيش الفرس.

وصلت أنباء الهزيمة المدمرة إلى يزدجرد في حلوان، فأدرك أن ساعته قد حانت وأن عرشه قد تداعى، ففر مذعورا نحو الجبال بينما لحق به القعقاع كالصقر المترصد، يطارد مهران القائد الفارسي حتى بلدة خانقين، حيث أرداه قتيلا، ومن هناك واصل القعقاع زحفه نحو قصر شيرين، حيث التقى بدهقان حلوان فهزمه وقتله في معركة أخرى، معلنا النهاية الحاسمة للإمبراطورية الفارسية التي تهاوت تحت سيوف المسلمين كما تتساقط الأحجار أمام عاصفة هوجاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى