سينما البطولة: أفلام خالدة تحيي ذكرى ملحمة تحرير سيناء
أسماء صبحي – في يوم يحتفل فيه المصريون بذكرى غالية على قلوبهم، عيد تحرير سيناء. تعود إلى الذاكرة صفحات مضيئة من التاريخ تجسدت على الشاشة الفضية في مجموعة من الأعمال السينمائية الوطنية. التي وثقت بعمق تضحيات وبطولات الجيش المصري في مراحل متعددة من الصراع. خصوصًا خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.
هذه الأعمال لم تكن مجرد أفلام، بل شهادة بصرية حية على جسارة المقاتل المصري. وشجاعة أبنائه في سبيل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.
فيلم الممر وتحرير سيناء
صدر فيلم الممر عام 2019، ليعيد إلى الأذهان إحدى أعقد المراحل في تاريخ مصر العسكري. وهي ما بعد نكسة 1967 وبداية حرب الاستنزاف. ويتناول الفيلم قصة وحدة من قوات الصاعقة المصرية تقوم بعملية نوعية داخل عمق سيناء المحتلة في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أبدع المخرج شريف عرفة في تقديم صورة ملحمية للبطولة والإصرار. مدعومة بأداء متميز من نخبة من النجوم مثل أحمد عز، أحمد رزق، هند صبري، محمد فراج، ومحمد الشرنوبي. كما لم يكتف الفيلم بالجانب العسكري فقط، بل قدم أيضًا صورة إنسانية لعناصر القوات المسلحة. وعمق الشعور الوطني الذي دفعهم إلى المجازفة بحياتهم من أجل وطنهم.
الرصاصة لا تزال في جيبي وحلم تحرير سيناء
يعد فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي، الذي تم إنتاجه عام 1974. من أكثر الأفلام الوطنية تأثيرًا وانتشارًا، لما يحمله من رمزية قوية عن بطولات أكتوبر وحلم تحرير سيناء.
الفيلم الذي أخرجه حسام الدين مصطفى، وبطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم وحسين فهمي. يرصد قصة جندي مصري عاد من النكسة محمّلًا بالألم والعار، ليشارك في حرب أكتوبر ويحقق النصر. وتبقى “الرصاصة” رمزًا للأمل المتبقي والثأر الذي تحقق.
كما يدمج العمل بين التجربة الشخصية للبطل والتجربة الوطنية العامة. ويقدم رسالة واضحة عن الصبر، والتحول، واستعادة الكرامة.
الطريق إلى إيلات
في عام 1993، جاء فيلم الطريق إلى إيلات ليحكي عن عملية بحرية جريئة قامت بها القوات الخاصة المصرية في مدينة إيلات المحتلة قبل حرب أكتوبر. والفيلم من بطولة صلاح ذو الفقار ونبيل الحلفاوي، وهو من الأعمال القليلة التي تناولت بطولات القوات البحرية المصرية، من خلال قصة مجموعة من الضفادع البشرية الذين دمروا سفنًا إسرائيلية في الميناء.
كما يتميز العمل بواقعية في تصوير العمليات، ويبرز حجم المخاطرة والتخطيط الدقيق الذي احتاجته تلك المهمة. مقدمًا صورة مشرفة لمستوى الاحتراف لدى الجنود المصريين في تلك الفترة.
العمر لحظة
العمر لحظة، فيلم عرض عام 1978، يقدم تجربة مختلفة عن أفلام الحرب التقليدية. حيث يروي القصة من زاوية إنسانية عبر شخصية “نعمت”، الصحفية التي تجسدها الفنانة ماجدة. والتي تنغمس في تفاصيل حياة الجنود المصريين وتشاركهم لحظات الألم والفقد والانتصار.
ويسلط الفيلم الضوء على معاناة الجنود، وصراعهم النفسي، وعلاقاتهم الشخصية وسط أجواء المعركة. وما يجعل منه عملًا عاطفيًا عميقًا يوازن بين المشهد الحربي والجانب الإنساني. كما يفتح نوافذ جديدة لفهم أبعاد الحرب على النفس والعائلة والمجتمع.
تبقى هذه الأفلام علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية، لا لأنها فقط جسدت وقائع حقيقية. بل لأنها أعادت تشكيل الوعي الوطني، وربطت الأجيال الجديدة ببطولات الماضي. ومع كل احتفال بعيد تحرير سيناء، نجد في هذه الأعمال نافذة نطل منها على الشجاعة التي صنعت الحرية. وعلى الفن الذي وثق الحقيقة بشرف وصدق.



