عادات و تقاليد

عادات الاحتفال بشهر رمضان في الكويت.. طقوس مختلفة وتقاليد أصيلة

أيام تفصلنا عن قدوم شهر رمضان 2025 وهو من أهم الشهور في السنة الهجرية وأقربهم إلى قلوب المسلمين، فيستقبلونه بالفرح والتهاليل، ولكل شعب طقوسه الخاصة وعاداته المتميزة في الاحتفاء بهذا الشهر الفضيل، ومن بين الشعوب التي تتوارث تقاليدها الرمضانية جيلاً بعد جيل، الشعب الكويتي الذي يتميز بعادات راسخة تعكس أصالة تراثه وكرم أهله.

تحضيرات رمضان في الكويت

قبل قدوم الشهر الكريم، تشهد الأسواق الكويتية حركة نشطة، حيث تتجه النساء لشراء الأواني المنزلية الفاخرة استعدادًا لعزائم الإفطار و”الغبقات” الرمضانية، وهي تجمعات عائلية تقام ليلًا خلال الشهر الكريم، حيث تستعرض السيدات مهاراتهن في إعداد أشهى الأطباق التقليدية.

مع غروب الشمس، يتوافد الكويتيون إلى موقع مدفع الإفطار قرب سوق المباركية التراثي في قلب العاصمة، حيث يعتبر إطلاق المدفع إشارة لانتهاء الصيام وبداية الإفطار، كما يبدأ أهل الكويت إفطارهم بالتمر واللبن، أو التمر الممزوج بالسمن و”الهردة”، قبل أن ينتقلوا إلى الأطباق الرئيسية التي تزخر بنكهات المطبخ الكويتي العريق.

الغبقة الرمضانية

كما تعد “الغبقة” من العادات الرمضانية الأصيلة في دول الخليج، حيث تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى وقت السحور، ويجتمع الأقارب والأصدقاء حول مائدة عامرة بأطباق الحلوى مثل اللقيمات، ومن الأكلات الكويتية الشهيرة التي تزينن موائد الإفطار في رمضان كالجريش والهريس، حيث تتبارى النساء في تحضير أطباق مميزة من صنع أيديهن، ما يعزز روح المودة والترابط بين العائلات.

الديوانيات.. ملتقى الأهل والأصدقاء

تزداد حركة الديوانيات خلال شهر رمضان، فهي جزء أصيل من الحياة الكويتية، حيث يجتمع الرجال لتبادل الأحاديث حول القضايا اليومية ومناقشة المستجدات، كما يتم تنظيم  حفلات إفطار جماعي تزخر بأطباق المجبوس، الهريس، والتشريب، علاوة على تقديم المشروبات التقليدية كقمر الدين، الفيمتو، والليمون بالزعفران.

موائد الرحمن

كما تنتشر موائد الرحمن في كافة  أنحاء الكويت خلال الشهر الفضيل، حيث تقدم الطعام للصائمين من الفقراء والمحتاجين، وكذلك تشرف الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة على هذه المبادرات الخيرية، ما يعكس روح التكافل الاجتماعي التي يتميز بها المجتمع الكويتي.

القرقيعان.. بهجة الأطفال في رمضان

من أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في الكويت ليالي القرقيعان، التي يتم إقامتها في 13 و14 و15 من الشهر الفضيل، حيث يرتدي الأطفال ملابس تقليدية جميلة، ويحملون أكياسًا مطرزة خصيصًا لهذه المناسبة، ويجوبون البيوت مرددين الأهازيج الشعبية، فيحصلون على المكسرات والحلويات المتنوعة، ما يضفي على الأجواء طابعًا احتفاليًا خاصًا.

أبو طبيلة.. المسحراتي الذي يوقظ النائمين

لا يكتمل رمضان في الكويت دون “أبو طبيلة” أو المسحراتي، الذي يجوب الشوارع ليلًا مرددًا الأذكار والنداءات لإيقاظ الصائمين للسحور، حيث يلقى المسحراتي تقديرًا كبيرًا من الأهالي، الذين يقدمون له الطعام والشراب تقديرًا لدوره، وعند انتهاء الشهر يودع الناس بحزن، مرددًا: “الوداع… الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام”.

كما تحظى ليلة السابع والعشرين من رمضان بمكانة عظيمة في قلوب الكويتيين، حيث يتوافد أكثر من 40 ألف مصلٍ إلى المسجد الكبير في العاصمة الكويتية، لإحياء هذه الليلة المباركة بالدعاء والقيام، في مشهد روحاني يجسد أجواء الشهر الفضيل.

الاستعداد للعيد في الكويت

مع اقتراب نهاية رمضان، تزدحم الأسواق بالمواطنين الذين يشترون ملابس العيد وحلوياته، استعدادًا لاستقبال عيد الفطر المبارك. بعد انقضاء الشهر الفضيل، يحرص أهل الكويت على زيارة الأمير لتقديم التهاني للأسرة الحاكمة، ثم يتبادلون الزيارات العائلية، في تقليد متوارث يعزز أواصر المحبة والمودة.

يظل شهر رمضان في الكويت مناسبة استثنائية تحمل في طياتها أجواء روحانية مميزة، وتقاليد أصيلة تعكس كرم الضيافة وحب الخير، ليبقى هذا الشهر الفضيل رمزًا للترابط الاجتماعي والتلاحم بين أبناء الشعب الكويتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى