الاستعدادات لعيد الفطر في مدينة دمشق: بين التقاليد العريقة والتحديات المعاصرة

أسماء صبحي – تعد مدينة دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، مركزًا لتقاليد عريقة وطقوس مميزة خلال شهر رمضان المبارك واستعدادات عيد الفطر. وتتجلى هذه الاستعدادات في مظاهر اجتماعية وثقافية واقتصادية، تعكس تراث المدينة وتكيفها مع التحديات الراهنة.
الاستعدادات التقليدية لعيد الفطر
مع اقتراب عيد الفطر، تبدأ العائلات الدمشقية بالتحضير لاستقبال هذه المناسبة السعيدة. وتعتبر صناعة الحلويات التقليدية جزءًا أساسيًا من هذه الاستعدادات، حيث تقوم النساء بإعداد أصناف مثل المعمول المحشو بالجوز أو الفستق الحلبي، إضافة إلى التويتات والكرابيج. كما يلاحظ ازدحام الأسواق الشعبية، مثل سوق الحميدية، بالمتسوقين الذين يشترون الملابس الجديدة للأطفال والكبار، في تقليد يعرف بـ”الخرقة” أي كسوة العيد.
بالإضافة إلى ذلك، تهتم العائلات بتنظيف وتزيين المنازل، استعدادًا لاستقبال الضيوف وتبادل الزيارات العائلية. كما تقام صلاة العيد في المساجد الكبرى، وعلى رأسها الجامع الأموي. حيث يجتمع المصلون لأداء هذه الشعيرة الدينية الهامة.
التحديات الاقتصادية في مدينة دمشق
في السنوات الأخيرة، واجهت دمشق تحديات اقتصادية أثرت على مظاهر الاحتفال بالعيد. ودفع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية العديد من الأسر إلى تقليص نفقات العيد. فقد أشارت تقارير إلى أن بعض العائلات باتت تشتري كميات أقل من مستلزمات صناعة الحلويات، مع استبدال المكونات الغالية بأخرى أقل تكلفة. كما يلاحظ إقبال على شراء الملابس المستعملة أو تبادلها بين الأسر لتخفيف الأعباء المالية.
ورغم هذه التحديات، يحرص الدمشقيون على الحفاظ على بهجة العيد وروحانيته. فقد أشار الباحث الاجتماعي محمد العابد إلى أن “السوريين يسعون جاهدين للحفاظ على تقاليد العيد. رغم الصعوبات الاقتصادية، وذلك من خلال التركيز على الجوانب الروحية والاجتماعية للمناسبة.
وتلعب الحوالات المالية من المغتربين دورًا مهمًا في تمكين الأسر من تلبية احتياجات العيد. فقد أشار أحد المواطنين إلى أن الحوالة التي تلقاها من شقيقه في الخارج ساعدته في شراء ملابس جديدة لأطفاله وإعداد بعض الحلويات التقليدية.