“مقبرة رمسيس الثامن”.. هل ستكون المعجزة التالية في عالم الآثار المصرية؟
دعاء رحيل
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر عام 1922 كان حدثًا استثنائيًا في تاريخ الاكتشافات الأثرية في مصر. ومع مرور مئة عام على هذا الاكتشاف، يتجدد السؤال: هل يمكن أن نتوقع اكتشافًا آخر يضاهي قيمة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون؟.
لماذا يحلم الأثريون بالعثور على هذه المقبرة؟
الإجابة التي يتفق عليها العديد من الأثريين هي مقبرة رمسيس الثامن، الملك الذي لم يعثر على مقبرته حتى الآن. يعتقد قطاع كبير من الأثريين أن اكتشاف هذه المقبرة قد يشكل حدثًا استثنائيًا يضاهي، وربما يتفوق على، اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
لماذا يحلم الأثريون بالعثور على هذه المقبرة؟ لأنها المقبرة الوحيدة من بين مقابر ملوك الأسرة العشرين التي لم يعثر عليها في وادي الملوك حتى الآن. وهناك أمل أن تحتفظ هذه المقبرة بكامل محتوياتها، مما قد يشكل حدثًا استثنائيًا في تاريخ مصر الحديث.
وفقًا للدكتور ممدوح الدماطي، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، يعتقد العلماء أن اكتشاف مقبرة رمسيس الثامن قد يشكل حدثًا استثنائيًا لأنه لم يعثر حتى الآن على المقبرة ولا على مومياء الملك. هذا يعني أن المقبرة قد لا تكون قد تعرضت للنهب وأن محتوياتها قد تكون محفوظة.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
الدماطي يشير إلى أن إمكانية العثور على مقبرة تضاهي في أهميتها اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لا يتعلق فقط برمسيس الثامن. بل بأي مقبرة يعثر عليها بكامل محتوياتها. ويرى أن هناك إمكانية ألا يكون لرمسيس الثامن مقبرة ملكية نظرًا لظروف فترة حكمه المضطربة وغموض مصيره.
عالم المصريات الفرنسي نيكولاس جريمال يذكر في كتابه “تاريخ مصر القديمة” أن رمسيس الثامن (1130 – 1129 ق.م) هو واحد من أكثر ملوك الأسرة العشرين غموضًا. بسبب قلة المعلومات المعروفة عنه وفترة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز عامًا واحدًا. ويؤكد أن المعلومة الأكيدة المعروفة عنه هي أنه كان آخر أبناء الملك رمسيس الثالث.
قلة الآثار التي ترجع إلى عصر رمسيس الثامن
الدكتور سليم حسن يؤكد في “موسوعة مصر القديمة” أن الأدلة على وجود هذا الملك قليلة للغاية، وأبرزها ذكر اسمه في قائمة الأمراء بالمعبد الجنائزي لرمسيس الثالث بمدينة هابو وعلى عدد من الجعارين. ويرى جريمال أن ترتيب رمسيس الثامن كان السابع بين ملوك الأسرة العشرين.
قلة الآثار التي ترجع إلى عصر رمسيس الثامن تدل على قصر فترة حكمه. من بين هذه الآثار لوحة محفوظة بمتحف برلين وتمثال وحيد من البازلت موجود بالمتحف المصري بالقاهرة. ويرى بيتر كلايتون في كتابه “تاريخ الفراعنة” أن رمسيس الثامن قد تولى الحكم بعد ابن أخيه رمسيس السادس، مما يوحي بوجود مشكلة داخلية في تولي الحكم خلال تلك الفترة.
أغلب المصادر تتفق على أن رمسيس الثامن لم يقم بأي مشاريع بناء كبيرة أو حملات عسكرية وأنه كان حاكمًا ضعيفًا. ويرى البعض أن فترة حكمه القصيرة هي تجسيد لحالة التدهور التي كانت قد بدأت تشهدها الأسر الحاكمة خلال الدولة الحديثة.