حوارات و تقارير
أين وصلت مساعي الدول الغربية لتسليم الأسلحة لأوكرانيا؟
دعاء رحيل
في الوقت الذي يجهز الجيش الروسي لشن هجوم كبير على إقليم دونباس الأوكراني، تناشد كييف الدول الغربية تسليمها الأسلحة لمواجهته، فما الذي حصلت عليه؟ وما أهميته؟
أفادت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية في تقرير عن الموضوع لكاتبها أماوري كوتانسيه بيرفينكير، تقول إن وزراء الخارجية الأوروبيين اتفقوا في لوكسمبورغ يوم الاثنين الماضي على زيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في حين أكدت رئيسة الدبلوماسية الألمانية أنالينا بربوك أن “أمن الأوكرانيين لا يمكن الدفاع عنه إلا بالسلاح”.
كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للرئيس الأوكراني أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 500 مليون يورو من الأسلحة لكييف، دون تحديد نوع تلك الأسلحة.
وفي الوقت الذي يركز فيه الجيش الروسي جهوده في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي قائلا “نحتاج إلى أسلحة يمتلكها بعض شركائنا في الاتحاد”.
ورغم أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينوي تقديم دعم كبير لأوكرانيا، فإنه يرى -حسب ما نقله الكاتب عنه- أنه من الأفضل عدم تحديد طبيعة الأسلحة التي سيتم توفيرها.
ويتزامن ذلك، وفقا للكاتب، مع تحذير جنود اللواء 36 من البحرية الأوكرانية المحاصرين في مدينة ماريوبول من أن ذخيرتهم بدأت تنفد، وأن المعركة التي يخوضونها اليوم ربما تكون الأخيرة ولن يكون أمامهم بعد ذلك سوى الموت أو الاستسلام.
ويقول الكاتب إن ما تحتاجه كييف في معركة دونباس الجديدة أكثر من غيره هو الدبابات، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعد بإرسال 120 عربة مدرعة وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى صواريخ ستار سريك المضادة للطائرات و800 صاروخ مضاد للدبابات، إلى جانب طائرات مسيرة مخصصة “للضربات الدقيقة” ضد الجيش الروسي.
ويعلق الكاتب على ذلك بقوله إن هذه الصواريخ المضادة للسفن تزداد الحاجة إليها في الدفاع عن ميناء مثل ميناء أوديسا. أما بالنسبة للصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات، فإن استخدامها في المناطق العادية والحضرية للغاية مثل دونباس من شأنه أن يبطئ تقدم الجيش الروسي.
معنويات الجيش الأوكراني
بينما حذر جوزيف هينروتين رئيس تحرير مجلة “دي إس آي” (DSI) المهتمة بمسائل الدفاع والأمن الدوليين من أنها “حرب ثانية تقريبًا ستبدأ في أوكرانيا”، ويتابع “لقد تعززت معنويات الجيش الأوكراني وأصبح أشد تصميما خصوصا مع المعدات العسكرية التي أرسلها الغرب أو التي استحوذوا عليها من الروس، إذ أرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا -مثلا- صواريخ “ستينغر” (Stinger)، وهي صواريخ مضادة للطائرات ذات قدرة قتالية عالية.
كما قدمت أستراليا لكييف ناقلات جنود مصفحة من طراز “بوشماستر” (Bushmaster)، وعرضت سلوفاكيا وجمهورية التشيك إصلاح المركبات الروسية المتبقية في ساحة المعركة، بل إن براغ سلمت لكييف دبابات من نوع “تي 72” (T72) ومركبات مصفحة من طراز “بي في بي” (BVB) مأخوذة من مخزونها الخاص، كما قامت براتيسلافا، مقابل حصولها على أنظمة صواريخ “باتريوت” (Patriot) الأميركية، بتسليم أنظمة دفاع جوي سوفياتية الصنع “إس-300” (S-300) المستخدمة بالفعل من قبل الأوكرانيين.
حتى الآن، تقول الصحيفة إن الأسلحة المسلمة لكييف هي في الأساس أسلحة “دفاعية” لا تمنح لأوكرانيا القدرة على شن هجمات مضادة كبيرة وتحرير الأراضي المحتلة.
لكن أوكرانيا تريد أسلحة تمكّنها من القيام بهجوم مضاد على الروس لاسترداد المناطق التي احتلوها، إذ قال رئيس الدبلوماسية الأوكرانية دميترو كوليبا لدى وجوده في بروكسل يوم الخميس الماضي، مخاطبا الناتو، “جئت لأطلب ثلاثة أشياء: أسلحة وأسلحة وأسلحة (..). نحن بحاجة إلى طائرات ومدرعات ودفاع جوي”. هذه الأسلحة، وفقا للصحيفة، ستجعل من الممكن بالفعل للأوكرانيين شن هجوم مضاد لطرد الروس.
وأنهت لوفيغارو بالقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيسعى، بعد تراجع قواته في شمالي أوكرانيا، إلى تحقيق نصر ما يقدمه للشعب الروسي في التاسع من مايو/أيار المقبل، الذي يوافق ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، وربما يكون “تحرير” دونباس هو ذلك النصر المرتقب.