فنون و ادب

الدحية”.. أعظم تسلية للبدو في باديتهم

دعاء رحيل

الدحية فهي أعظم تسلية للبدو في باديتهم، فإذا اجتمع البدو للدحية وقف المغنون صفا واحدا.

 

وبينهم شاعر أو أكثر يعرف «بالبداع» يرتجل الشعر، وأمامهم غادة ترقص بالسيف ثدعى «الحاشية»، فيبدأ المغنون بقولهم: «الدحية الدحية» يكررونها

مرارا، ويصفقون بأيديهم، ويهزون رءوسهم، ثم يبدأ البداع بالقول، فكلما بدع شطرا من الشعر كرر الكل «الردة» وهي: «رايحين تقول الريدة»، يكررونها وهم يصفقون بأيديهم، ويهزون رءوسهم وأعطافهم يمينا ويسارا، ويتقدمون نحو الحاشية، والحاشية

تتقهقر أمامهم وهي ترقص رقصة حتى يصلوا إلى منتهى ساحة اللعب.

فيقعدون القرقصاء، فتقعد الحاشية مثلهم ويغنون برهة، ثم يتقهقر الرجال إلى الوراء رويدا نتبعهم مواجهة لهم، حتى يعودوا إلى حيث وقفوا أولا، فيعودون إلى الرقص والحاشية كما بدءوا.

 

والبداع يبدع القول وهم يكررون الردة، وقد يكون بينهم أكثر من بداع واحد، فيتناوبون القول إلى انتهاء اللعب.

ثم قد يرقص لهم راقصتان أو ثلاث، يد الواحدة في يد الأخرى، فإذا رقص اثنتان حملت السيف الواقفة عن اليمين، وإذا رقص ثلاث حملته الواقفة في الوسط.

قالوا: حضر بداع ظريف دحية، فرقصت فيها حاشية رشيقة القد والحركة، فعلق

بها قلبه، فأنشد:

مد ايدك سلم علي أنا مجيرك يا الغالي

فمدت يدها وسلمت عليه، فقال:

أنا مجيرك يا الغالي كعب بأركان الدحية

فتحمست ورقصت رقصا بديعا، فقال:

رد الركبة مثنية وإن كتت مطيع من زمان

فركعت على ركبة ونصف فقال:

ولي بروك المطية هيدي بروك المخاليف

فركعت عل الركبتين، فقال:

ودي أشوف العطية أنا قصدتك يا الحاشى

فقال: فناولته السيف التي كانت ترقص به،

والسيف يقطع يدي الحاشية أعطاني السيف

شرع قبال الكلية أنا ودي شناف الفضة.

 

تاريخ سينا والعرب للكاتب نعوم شقير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى