تحل غدا ذكرى ميلاد إحدى أساطير الغناء في الوطن العربي، وواحدة من الفنانات الاستثنائيات اللواتي يشار إليهن بالبنان في عالم الطرب، ألا وهي السيدة فيروز التي عرفت بين عشاقها بجارة القمر.
غدا تطفئ فيروز شمعتها الخامسة بعد الثمانين في هدوء تام دون صخب أو ضجيج، ولأن نوفمبر شهر ميلاد ورحيل الفنانة صباح أشهر من نافست فيروز في الغناء، قرر صوت القبائل الدخول في عالم الأيقونتان ويكشف عن طبيعة العلاقة بينهما لنغوص أكثر داخل تفاصيل حياة النجمتان اللتان استحوذتا على عقول وقلوب جماهير الوطن العربي.
وفي تسجيلات خاصة أجريناها مع الفنانة صباح قبل رحيلها، تناولت الصبوحة في جزء منها السيدة فيروز (جارة القمر)، وقالت عنها: “قابلت فيروز للمرة الأولى وهي طفلة تحاول أن تجد فرصة في عالم الغناء، كي تصل إلى قلوب الجماهير، وكنت أول من شجعتها وحمستها والتقطت صورة بجواري، على أمل أن تذكرني بالصورة حال وصولها ونجاحها كمطربة”.
أضافت صباح: “بعد فترة قليلة وجدتها فتاة عشرينية جميلة، وحققت أغنياتها نجاحا مدويا في لبنان، ولأن عاصي الرحباني كان قد تقدم لخطبتي لكن والدي رفض زواجي منه، عاد عاصي الى لبنان وتزوج من فيروز، وقام برعايتها فنيا هو وأخوه منصور الرحباني”.
وحول الاختلافات بينها وبين فيروز، قالت صباح: “أنا وفيروز مختلفين كليا عن بعضنا البعض، يجمعنا فقط حب الوطن الواحد، لكنني أقدرها وأقدر قيمتها الفنية وأعتبرها جزء مهم من لبنان، لكن لونها الغنائي مختلف تماما عما أقدمه، كما أن أسلوب حياة كلا منا مختلف، فهي تعشق العزلة والابتعاد، وأنا أميل الى الظهور والتواجد وسط الإضاءات والأنوار”.
تختم صباح: ” فيروز تسأل عني دائما إذا أصابني مكروه، وكان من المفترض أن يجمعنا عمل مسرحي واحد، لكنها رفضت في اللحظات الأخيرة دون إبداء أسباب، وفي كل الأحوال أعتبرها رمز لبناني وعربي كبير”.
تصريحات صباح التي أدلت بها قبل ثمان سنوات من الأن في حق فيروز كانت ولاتزال حائط الصد المنيع أمام كل مروجي الشائعات عن علاقة الفنانتين ببعضهما البعض، وليس أدل من حسن علاقتهما سوى موقف الفنانة فيروز يوم رحيل الصبوحة حيث أرسلت باقة ورود متنوعة وكتبت عليها بخط يدها “صباح .. شمسك مابتغيب”.