
كتبت – شيماء طه – تعدُّ مدينة المنستير واحدة من أبرز المدن الساحلية في تونس، حيث تمتزج فيها التاريخ العريق مع الجمال الطبيعي، مما يجعلها وجهة سياحية وثقافية متميزة.
تقع المنستير على الساحل الشرقي للبلاد، وتبعد حوالي 160 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة تونس. وهي تُعرف بشواطئها الخلابة، ومعالمها التاريخية، ودورها البارز في النضال الوطني.
تاريخ المنستير: بين الحضارات والنضال
ترجع أصول مدينة المنستير إلى العهد الفينيقي، حيث كانت تعرف باسم “روسبينا”، وكانت محطة بحرية مهمة. وفي العهد الروماني، أصبحت مستعمرة مزدهرة، لكن أهميتها تعززت خلال الفتح الإسلامي، حيث تحولت إلى قاعدة دفاعية لحماية السواحل من الغزوات البيزنطية والأوروبية.
تشتهر المدينة بكونها مسقط رأس الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس بعد الاستقلال، والذي قاد البلاد نحو التحرر من الاستعمار الفرنسي عام 1956.
كما يعد ضريح بورقيبة من أبرز المعالم التاريخية في المنستير، حيث يرمز إلى الدور المحوري للمدينة في تاريخ تونس الحديث.
المعالم التاريخية والأثرية
1. رباط المنستير
يعتبر رباط المنستير من أشهر المعالم الإسلامية في تونس، وهو حصن دفاعي شيّد في القرن الثامن الميلادي لحماية السواحل من الغزوات. يتميز بأسواره العالية وأبراجه القوية، وكان بمثابة نقطة استراتيجية في التاريخ العسكري للمنطقة.
2. ضريح الحبيب بورقيبة
يقع هذا الضريح في وسط المدينة، وهو تحفة معمارية تمزج بين الفن الإسلامي والطابع العصري. يضم رفات الحبيب بورقيبة وعائلته، ويعد وجهة مهمة للسياح والباحثين في التاريخ السياسي لتونس.
3. المدينة العتيقة والأسواق التقليدية
تزخر المنستير بأسواقها القديمة التي تعرض المنتجات التقليدية مثل الصناعات الجلدية، الحُلي الفضية، والمنسوجات اليدوية. وتتميز المدينة العتيقة بأزقتها الضيقة وعمارتها التي تعكس الطابع التونسي الأصيل.
وجهة سياحية بامتياز
تمتاز المنستير بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحة على مدار العام. وتتمتع بشواطئ رائعة مثل شاطئ القراعية، الذي يجذب الزوار بمياهه الفيروزية ورماله الذهبية. كما تضم المدينة ميناء سياحيًا عصريًا يُعد محطة رئيسية لليخوت والقوارب الفاخرة.
إلى جانب السياحة الشاطئية، توفر أنشطة متنوعة مثل الغوص، الإبحار، وركوب الأمواج، بالإضافة إلى ملاعب الجولف والفنادق الفاخرة التي تلبي احتياجات السياح من مختلف أنحاء العالم.
الاقتصاد في المنستير
يعتمد اقتصادها على السياحة، والصناعات النسيجية، والزراعة. وتُعد المدينة واحدة من أبرز المراكز الصناعية في تونس، حيث تضم العديد من المصانع المتخصصة في صناعة الملابس والمنسوجات، والتي يتم تصديرها إلى الأسواق العالمية. كما تساهم الزراعة، وخاصة زراعة الزيتون، في دعم الاقتصاد المحلي.
مدينة المنستير: الماضي العريق والمستقبل الواعد
بفضل موقعها الساحلي، ومعالمها التاريخية، وبنيتها التحتية المتطورة، تظل واحدة من أجمل المدن التونسية وأكثرها استقطابًا للسياح والمستثمرين.
فهي ليست فقط مدينة ذات إرث حضاري غني، بل أيضًا نموذج للحداثة والتطور، مما يجعلها إحدى أبرز المدن الساحلية في شمال إفريقيا.