كتبت – شيماء طه – تعد تاريخ الكرة المصرية وخصوصا ريضة كرة القدم هي الأكثر شعبية في مصر، حيث تمتلك البلاد تاريخًا كرويًا حافلًا بالإنجازات المحلية والدولية.
ومنذ نشأتها في أوائل القرن العشرين، شهدت الكرة المصرية تطورًا كبيرًا، بدءًا من تأسيس الأندية العريقة، مرورًا بالهيمنة على البطولات الأفريقية، وصولًا إلى المشاركة في كأس العالم وصناعة نجوم عالميين مثل محمود الخطيب، حسام حسن، ومحمد صلاح.
البدايات الأولى (1900 – 1920)
بدأت كرة القدم في مصر خلال فترة الإحتلال البريطاني، حيث مارسها الجنود الإنجليز وأدخلوا اللعبة إلى المجتمع المصري. تأسست بعض الفرق الأولى مثل السكة الحديد والمصري البورسعيدي، لكن البداية الحقيقية جاءت مع تأسيس نادي الأهلي عام 1907 ونادي الزمالك عام 1911.
في عام 1921، تم تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ليصبح أول إتحاد كرة قدم في إفريقيا والعالم العربي، وتم الاعتراف به دوليًا عام 1923.
وكانت مصر أول دولة إفريقية وعربية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس.
العصر الذهبي الأول (1920 – 1950)
شهدت هذه الفترة بزوغ نجم منتخب مصر على الساحة الدولية، حيث شارك في كأس العالم 1934 بإيطاليا، ليصبح أول منتخب عربي وإفريقي يخوض منافسات المونديال. كما حقق المنتخب إنجازات لافتة في دورة الألعاب الأولمبية، خاصة في نسختي 1928 و1936، عندما تأهل إلى ربع النهائي.
تأسيس الدوري المصري وظهور المنافسة (1948 – 1970)
في عام 1948، تم إطلاق الدوري المصري الممتاز، ليصبح أحد أقدم الدوريات في إفريقيا. سيطر نادي الأهلي على معظم الألقاب منذ البداية، بينما كان الزمالك منافسًا رئيسيًا، مما أضاف حماسًا وتنافسًا كبيرًا بين الناديين.
شهدت الكرة المصرية في هذه الفترة بروز أساطير مثل صالح سليم ورفعت الفناجيلي من الأهلي، وعمر النور وعلي محسن من الزمالك، إضافة إلى الإنجازات القارية الأولى، حيث فاز المنتخب المصري بأول نسخة من كأس الأمم الإفريقية عام 1957، ثم عاد ليحقق اللقب عام 1959.
الانطلاقة الإفريقية (1970 – 1990)
في السبعينيات، شهدت الكرة المصرية تألق أندية الأهلي والزمالك على مستوى البطولات الإفريقية، حيث فاز الزمالك بأول لقب إفريقي له عام 1984، بينما بدأ الأهلي هيمنته الإفريقية في الثمانينيات، ليصبح الأكثر تتويجًا في القارة.
كما شهدت هذه الفترة تألق نجوم مثل محمود الخطيب، حسن شحاتة، طاهر أبو زيد، وإبراهيم يوسف. في عام 1990، عاد منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم بإيطاليا، بعد غياب 56 عامًا، بقيادة المدرب الراحل محمود الجوهري.
الهيمنة الإفريقية والإنجازات العالمية (2000 – 2010)
كانت هذه الفترة العصر الذهبي الثاني للكرة المصرية، حيث سيطر المنتخب المصري على بطولة كأس الأمم الإفريقية. محققًا اللقب ثلاث مرات متتالية (2006 – 2008 – 2010) بقيادة حسن شحاتة، وهو إنجاز غير مسبوق في القارة.
كما برز جيل رائع من اللاعبين مثل أحمد حسن، محمد أبو تريكة، حسام حسن، عصام الحضري، ووائل جمعة. وحقق المنتخب المصري فوزًا تاريخيًا على إيطاليا في كأس القارات 2009.
عصر الاحتراف وصناعة النجوم (2010 – حتى الآن)
بدأت الكرة المصرية في العقد الأخير في تصدير لاعبيها إلى الدوريات الأوروبية الكبرى. حيث أصبح محمد صلاح أحد أفضل اللاعبين في العالم، محققًا إنجازات كبيرة مع ليفربول الإنجليزي. كما برز نجوم آخرون مثل محمد النني، محمود حسن تريزيجيه، وعمر مرموش.
كما عاد منتخب مصر إلى كأس العالم 2018 بقيادة محمد صلاح، لكن الفريق خرج من دور المجموعات. رغم أن المشاركة أعادت مصر إلى الساحة العالمية بعد 28 عامًا من الغياب.
مرت الكرة المصرية بمراحل عديدة من التطور، وشهدت أجيالًا صنعت التاريخ محليًا ودوليًا. ورغم التحديات، تظل مصر قوة كروية كبرى في إفريقيا والعالم العربي، بفضل قاعدة جماهيرية ضخمة. وأندية عريقة تواصل المنافسة على الألقاب القارية، إضافة إلى نجوم مصريين يسطعون في الملاعب الأوروبية. وليؤكدوا أن كرة القدم المصرية لا تزال منجمًا للمواهب والإبداع.
