دير سانت كاترين: أقدم دير في العالم وكنز روحي وتاريخي في سيناء

يعد دير سانت كاترين واحدًا من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي. ويقع الدير في جنوب سيناء عند سفح جبل موسى. كما يعد من أهم المواقع الأثرية والدينية في مصر، حيث يجمع بين الأهمية الروحية والتاريخية والمعمارية.
تاريخ دير سانت كاترين
تم بناء الدير بين عامي 548 و565 ميلاديًا في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. ويعتقد أنه شيد فوق موقع “الشجرة المشتعلة” التي رأى عندها النبي موسى عليه السلام نور الوحي وفقًا للتقاليد الدينية. ةسمي الدير على اسم القديسة كاترين الإسكندرانية، التي كانت شهيدة مسيحية قتلت في القرن الرابع الميلادي وأصبحت رمزًا للقداسة في المسيحية.
ويعتبر الدير مركزًا دينيًا هامًا لمسيحيي العالم، حيث يعد أحد أقدم الأديرة التي لا تزال تعمل حتى اليوم. كما أنه يتمتع بمكانة خاصة عند المسلمين، حيث يضم وثيقة شهيرة تعرف بـ “العهدة المحمدية”. والتي يقال إن النبي محمد (ﷺ) منحها للرهبان لحمايتهم ومنحهم الحرية الدينية.
العمارة والمعالم البارزة في الدير
تعد كنيسة التجلي أقدم مباني الدير، حيث تحتوي على فسيفساء بيزنطية مذهلة تصور تجلي السيد المسيح. إضافة إلى العديد من الأيقونات القديمة واللوحات الدينية النادرة.
كما تضم مكتبة دير سانت كاترين ثاني أكبر مجموعة مخطوطات قديمة في العالم بعد الفاتيكان. حيث تحتوي على نصوص دينية نادرة باللغات اليونانية، السريانية، القبطية، العربية، واللاتينية. ومن بين أهم كنوزها المخطوطة السينائية، التي تُعد واحدة من أقدم النسخ الكاملة للإنجيل.
وتعد هذه الشجرة رمزًا دينيًا مهمًا، حيث يعتقد أنها الشجرة التي اشتعلت فيها النار دون أن تحترق عندما كلم الله النبي موسى. كما يمنع أخذ أي جزء منها، حيث تعتبر مقدسة من قبل زوار الدير.
ويحتوي الدير على مسجد صغير بني خلال العصر الفاطمي في القرن الحادي عشر الميلادي. وهو شاهد على التعايش الديني في المنطقة، حيث استخدمه المسلمون والرهبان جنبًا إلى جنب لقرون.
ويقول الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، إن دير سانت كاترين ليس مجرد موقع ديني. بل هو كنز تاريخي يجمع بين التراث المسيحي والإسلامي. كما إنه واحد من أعظم المواقع الأثرية في العالم، ويضم تراثًا ثقافيًا فريدًا يمتد لأكثر من 1400 عام.
ويواجه الدير بعض التحديات، مثل التغيرات المناخية والتآكل بسبب العوامل البيئية. لذلك، تعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو على مشاريع لترميم الكنيسة والمكتبة وحماية المخطوطات النادرة. كما تم تطوير متحف داخل الدير لعرض الأيقونات والمقتنيات الدينية الفريدة.