حوارات و تقارير

عبدالوهاب الساعدي: القائد العسكري الذي واجه الإرهاب وانتصر في العراق

أسماء صبحي 

يعتبر الفريق أول الركن عبدالوهاب الساعدي واحدًا من أبرز القادة العسكريين في العراق. إذ لعب دورًا رئيسيًا في الحرب ضد الإرهاب، خاصة خلال معارك تحرير المدن العراقية من تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017. وبفضل استراتيجياته العسكرية، والتزامه الميداني، وشجاعته في قيادة العمليات، أصبح الساعدي رمزًا للوطنية والبطولة لدى العراقيين.

مسيرة عبدالوهاب الساعدي

ولد الساعدي في عام 1963 بمحافظة النجف. ودرس في الكلية العسكرية العراقية، حيث تخرّج كضابط في الجيش العراقي. ومنذ بداية مسيرته، أظهر مهارات تكتيكية متميزة، ما جعله يترقى سريعًا في الرتب العسكرية. كما تولى عدة مناصب قيادية في الجيش العراقي. ولكن بزوغ نجمه الحقيقي بدأ مع توليه قيادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، وهي وحدة نخبوية تم تدريبها وتجهيزها بشكل خاص لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

وعندما اجتاح تنظيم داعش أجزاءً واسعة من العراق في عام 2014، كانت البلاد في أزمة أمنية خطيرة. ولعب دورًا جوهريًا في استعادة المدن المحتلة من قبل التنظيم. وكانت خططه العسكرية عاملاً حاسمًا في تحقيق الانتصارات المتتالية على الإرهاب. وكانت أبرز معاركه في تحرير العراق:

  • معركة تكريت (2015): كان الساعدي أحد القادة الذين قادوا عملية استعادة تكريت من داعش. حيث أظهرت القوات العراقية قدرات قتالية متقدمة، وتمكنت من طرد التنظيم من المدينة خلال فترة قصيرة.
  • تحرير الفلوجة (2016): تعد معركة الفلوجة من أكثر العمليات تعقيدًا. حيث كانت المدينة معقلًا مهمًا لتنظيم داعش. كما استخدم الساعدي تكتيكات حديثة لتقليل الخسائر البشرية، مما أدى إلى تحرير المدينة في غضون أسابيع.
  • معركة الموصل (2017): هذه المعركة كانت الأشرس والأهم، حيث استمرت لأشهر وشهدت قتالًا عنيفًا داخل المدينة. كما كان الساعدي من القادة الذين خططوا ونفذوا عمليات حاسمة، مما أدى إلى طرد التنظيم من المدينة بالكامل. وهو ما اعتُبر نقطة التحول في الحرب ضد داعش.

التكتيكات العسكرية التي استخدمها

تميز الساعدي باتباع تكتيكات عسكرية مبتكرة، أبرزها:

  • دمج العمليات العسكرية والاستخباراتية: ساهم في تطوير تكتيكات تعتمد على استخدام المعلومات الاستخباراتية لضرب الأهداف بدقة.
  • القتال الميداني المباشر: لم يكن قائدًا يجلس في المكاتب، بل كان يتواجد دائمًا على الخطوط الأمامية للمعارك، مما زاد من الروح المعنوية للجنود.
  • حماية المدنيين: ركز على تنفيذ عمليات دقيقة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وهو أمر ساهم في كسب تأييد شعبي واسع.

وحصل الساعدي على تكريمات وشهادات تقدير من جهات عراقية ودولية بسبب دوره الحاسم في تحرير العراق من الإرهاب. كما كان له دور في تدريب وحدات النخبة العراقية وتطوير قدراتها القتالية وفق أحدث الأساليب.

ويقول أحمد الشريفي، الخبير العسكري العراقي والمحلل الأمني، إن ما فعله عبدالوهاب الساعدي في الحرب ضد داعش لا يقتصر فقط على التخطيط والقيادة، بل كان نموذجًا للقائد الذي يلهم جنوده. كما كانت قراراته العسكرية السريعة والفعالة أحد العوامل الرئيسية في تحقيق الانتصار على الإرهاب في العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى