وادي الحيتان: متحف طبيعي يروي قصة الحياة القديمة

أسماء صبحي

في قلب الصحراء الغربية بمحافظة الفيوم، يقع وادي الحيتان، أحد أبرز المواقع الأثرية الطبيعية في العالم. ويعتبر هذا الوادي، الذي يبعد حوالي 150 كيلومترًا جنوب غرب القاهرة. شاهدًا على مراحل تطور الحيتان من كائنات برية إلى بحرية. مما يجعله متحفًا مفتوحًا يحكي قصة الحياة على الأرض منذ أكثر من 40 مليون عام.

اكتشاف وادي الحيتان

تم اكتشاف الوادي لأول مرة في أوائل القرن العشرين على يد علماء الحفريات. حيث وجدوا بقايا أحفورية لحيتان منقرضة، أبرزها حوت “الباسيلوسورس” الذي يصل طوله إلى 18 مترًا، وحوت “الدورودون” الأصغر حجمًا. كما تمثل هذه الحيتان مراحل تطورية فريدة تظهر كيف كانت الحيتان تمتلك أرجلًا صغيرة. وهو دليل على تطورها من الحياة البرية إلى البحرية.

وفي عام 2005، تم إدراج الوادي ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، ليصبح أول موقع طبيعي مصري يحصل على هذا الاعتراف. كما يضم الوادي أكثر من 400 هيكل عظمي محفوظ بدقة مذهلة في الصخور الرسوبية. التي تعرض تطورات جيولوجية وحياتية تعود إلى عصور سحيقة.

ويوضح الدكتور هشام سلام، أستاذ الحفريات بجامعة المنصورة، أن وادي الحيتان ليس مجرد موقع أثري طبيعي، بل هو سجل حي لتاريخ الكوكب. وتظهر الحفريات المكتشفة هناك بشكل لا لبس فيه المراحل الانتقالية لتطور الحيتان. مما يجعله موقعًا فريدًا من نوعه على مستوى العالم.

تجربة فريدة

يمتاز الوادي بتجربة فريدة للزوار، حيث تم تجهيز مسارات للمشي. ومناطق عرض تبرز الهياكل العظمية للحيتان وسط مناظر طبيعية خلابة تشمل الكثبان الرملية والتكوينات الصخرية. كما تم تزويد الموقع بلوحات إرشادية تقدم معلومات علمية مبسطة عن الكائنات المكتشفة. والتغيرات البيئية التي شهدتها المنطقة على مدار ملايين السنين.

ويعتبر الوادي أيضًا وجهة سياحية مستدامة، حيث تعمل وزارة البيئة المصرية على حماية الموقع وتنظيم زيارات محدودة لتجنب التأثير السلبي على البيئة. وقد أطلقت الوزارة مركزًا للزوار يضم نماذج تفاعلية ومعلومات تفصيلية لتثقيف الجمهور بأهمية الوادي.

ويمكن للمهتمين معرفة المزيد عبر موقع اليونسكو عن وادي الحيتان أو زيارة صفحة وزارة البيئة المصرية. حيث تتوافر معلومات عن كيفية الوصول إلى الوادي وأوقات الزيارة الموصى بها.