قبائل و عائلات

عائلة آل صباح: حكام الكويت ورمز الاستقرار في الخليج

أسماء صبحي 

تعد عائلة آل صباح من أقدم الأسر الحاكمة في منطقة الخليج العربي. حيث تحكم دولة الكويت منذ تأسيسها في القرن الثامن عشر. وتميز حكم آل صباح بالاستقرار السياسي والقدرة على التكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية. مما جعل الكويت واحدة من أكثر الدول استقرارًا وازدهارًا في المنطقة.

أصول عائلة آل صباح

تنتمي عائلة آل صباح إلى تحالف قبائل العتوب، الذي يضم أيضًا آل خليفة (حكام البحرين) وآل جلاهمة. وهاجرت العائلة في أوائل القرن الثامن عشر من نجد إلى الساحل الشمالي للخليج العربي. واستقرت في الكويت مع مجموعات من القبائل العربية الأخرى.

في عام 1752، اختارت القبائل الكويتية الشيخ صباح بن جابر كأول حاكم للبلاد. ليبدأ بذلك حكم آل صباح الذي استمر لأكثر من قرنين ونصف. ومنذ ذلك الحين، اعتمدت الأسرة الحاكمة على مبدأ الشورى والتوافق مع العائلات التجارية الكبرى في الكويت، مما ساهم في تعزيز الاستقرار السياسي.

ومع تنامي الأطماع العثمانية والفارسية في الخليج، وقع الشيخ مبارك الصباح (1896-1915) اتفاقية حماية مع بريطانيا عام 1899. مما جعل الكويت تحت الحماية البريطانية مع احتفاظها بحكمها الذاتي.

استقلال الكويت

بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت الكويت في تعزيز استقلالها. وحصلت رسميًا على الاستقلال عن بريطانيا في 19 يونيو 1961 في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح. الذي قاد عملية تحديث البلاد ووضع أول دستور لها عام 1962.

وفي عام 1990، تعرضت الكويت لأكبر تحدٍ في تاريخها عندما اجتاحها نظام صدام حسين، واحتلت القوات العراقية البلاد لمدة سبعة أشهر. لكن بدعم دولي واسع، قادت الولايات المتحدة عملية عاصفة الصحراء عام 1991، مما أسفر عن تحرير الكويت وعودة حكم آل صباح.

وخلال العقود الأخيرة، قاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (2006-2020) البلاد نحو استقرار سياسي واقتصادي. كما عرف بدوره في الوساطة الدبلوماسية بين دول الخليج.

ويقول الدكتور خالد العتيبي، أستاذ التاريخ الخليجي، إن عائلة آل صباح استطاعت أن تحافظ على استقرار الكويت رغم التحديات، بفضل سياساتها المتوازنة في الداخل والخارج. واعتمادها على الشراكة بين الحاكم والشعب.

واليوم، تواصل آل صباح قيادة الكويت، مع التركيز على التحديث الاقتصادي والانفتاح السياسي. مما يجعلها واحدة من أكثر الدول استقرارًا في الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى