تاريخ ومزارات

وراء كل مثل حكاية.. قصة “حبك برص وعشرة خرس”

أميرة جادو

الأمثال الشعبية هي مرآة للموروث الحضاري، تحمل خلاصة تجارب الأجيال السابقة وتردد في المواقف الاجتماعية المختلفة. ورغم مرور الزمن، ما زالت هذه الأمثال حيّة على ألسنة الناس، ومنها المثل المصري الشهير “حبك برص وعشرة خرس”، فما أصل هذا المثل وحكايته؟

حكاية مثل حبك برص وعشرة خرس

وفي هذا الإطار كشف الدكتور عادل سالم، الباحث والكاتب في الأدب الشعبي، أن “حبك برص وعشرة خرس” من الأمثال الشعبية القديمة التي لا تزال متداولة حتى يومنا هذا، ويستخدم كأداة تحذيرية، خاصة من قبل الأمهات، لتنبيه بناتهن من الوقوع في علاقات غير مستقرة أو غير متكافئة.

يرمز هذا المثل إلى رفض الأم لإصرار ابنتها على الارتباط بشخص سيئ السمعة أو غير مسؤول، أو من مستوى اجتماعي لا يتناسب مع عائلتها.

وعندما تجد الأم أن النصح والإقناع لا يجديان نفعًا، تلجأ إلى هذا المثل لتحذير ابنتها من العواقب الوخيمة لمثل هذه العلاقات.

“البرص”.. أكثر من مجرد مخلوق غير جذاب

أوضح “الباحث”، أن المثل يشير إلى “البرص”، ذلك الحيوان الصغير ذو الجلد متغير الألوان، والذي ينظر إليه على أنه غير جذاب، لكن دلالته في المثل تتجاوز الشكل الخارجي، فقد ورد في الأحاديث النبوية أمر بقتله، نظرًا لأضراره الصحية، حيث يعتقد أنه ينقل الأمراض الجلدية، خصوصًا لمن يتناول طعامًا ملوثًا بآثاره.

“خرس”.. رمزية العجز عن التواصل

أما كلمة “خرس”، فتشير إلى الأشخاص غير القادرين على الكلام. وهو أمر يخلق تحديات كبيرة عند التواصل معهم، حيث يحتاج من حولهم إلى تركيز وجهد مضاعف لفهم إشاراتهم. لكن تخيل لو كان عددهم عشرة؟ عندها تصبح المعاناة مضاعفة!

معاناة لا تحتمل

أكد “الباحث”، أن هذا المثل يعبّر عن المعاناة الشديدة التي قد يواجهها الإنسان في علاقة غير متكافئة. حيث يشبهها بالتعامل مع مريض جلدي يعاني من مضاعفات مؤلمة. أو مع شخص لا يستطيع التحدث، مما يجعل الحياة أكثر تعقيدًا وصعوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى