مسجد بوتراجايا.. تحفة معمارية ودينية في قلب ماليزيا
دعاء رحيل
مسجد بوتراجايا هو أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية في مدينة بوتراجايا، عاصمة ماليزيا الإدارية. يقع المسجد على ضفة بحيرة بوتراجايا الصناعية، ويتميز بتصميمه الفريد والمبهر، الذي يجمع بين عناصر من الفن الإسلامي والعمارة المغاربية والعربية. يستطيع المسجد استقبال أكثر من 15 ألف مصل في وقت واحد، وهو يضم ثلاثة أقسام رئيسية: قاعة الصلاة، الصحن، والمرافق التعليمية والإدارية.
قاعة الصلاة
قاعة الصلاة هي المكان الذي يؤدي فيه المصلون صلاتهم الخمس، وهي تشغل مساحة كبيرة من المسجد. تتسم قاعة الصلاة ببساطتها وأناقتها، حيث تزينها نقوش إسلامية وآيات قرآنية، وتضاء بأضواء خافتة تخلق جوًا من الخشوع والسكينة. تدعم قاعة الصلاة 12 عمودًا رخاميًا، تحمل قبة ضخمة ذات لون وردي، ترمز إلى الورود التي تزهر في المدينة. أعلى نقطة تحت القبة هي 250 قدم فوق مستوى سطح الأرض، مما يجعلها واحدة من أعلى المباني في المدينة.
الصحن
الصحن هو المكان الذي يستقبل فيه المسجد زواره وضيوفه، وهو يشكل ساحة فسيحة تحدها الماء من ثلاث جهات. يزخر الصحن بالأروقة والأشجار والزهور، التي تضفي عليه جمالًا طبيعيًا. كما يضم الصحن نافورة رائعة في منتصفه، ترش الماء بأشكال مختلفة. يستخدم الصحن أيضًا كمكان لإقامة صلاة الجمعة والأعياد، حيث يستطيع أن يتسع لآلاف المصلين.
المآذن
وأبرز ما يلفت الانتباه في مسجد بوتراجايا هو مئذنته الشامخة، التي ترتفع إلى 116 مترًا، مما يجعلها واحدة من أطول المآذن في المنطقة. تتأثر مئذنة المسجد بتصميم مسجد الشيخ عمر في بغداد، حيث تتكون من خمسة مستويات، تمثل خمس ركائز الإسلام. كما تزدان المئذنة بأشكال هندسية وزخارف إسلامية، تبرز جمالها وروعتها.
المرافق التعليمية والإدارية
بالإضافة إلى دوره الدينية، يقوم مسجد بوتراجايا أيضًا بأداء دور تعليمي وثقافي للمجتمع. فهو يضم عدة مرافق للتعلم والبحث، مثل مكتبة، وقسم للشؤون الإسلامية، وغرف لإقامة المحاضرات والورش والندوات. كما يضم المسجد غرفًا لاستضافة زائري المدينة من رؤساء دول او شخصیات دینیه او سیاسیه.
مؤسس مسجد بوتراجايا هو الحكومة الماليزية، التي قامت ببناء المسجد كجزء من مشروع إنشاء مدينة بوتراجايا كعاصمة إدارية جديدة للبلاد. بدأ البناء في عام 1997 وانتهى في عام 1999، وافتتح المسجد رسميًا في عام 2000 بحضور رئيس الوزراء الماليزي آنذاك، الدكتور مهاتير محمد. يعتبر المسجد رمزًا للهوية الإسلامية والوحدة الوطنية في ماليزيا، ويستقبل زوارًا من مختلف الأديان والثقافات.
بوتراجايا هي مدينة تضم العديد من المعالم السياحية الجذابة والمتنوعة، التي تناسب جميع الأذواق والاهتمامات. من بين أبرز المعالم السياحية في بوتراجايا، يمكن ذكر ما يلي:
- “مسجد بوترا”: هو أحد أجمل وأروع المساجد في ماليزيا والعالم، يتميز بقبته الوردية ومئذنته الشامخة وصحنه الفسيح، ويستقبل آلاف المصلين والزوار من مختلف الديانات والثقافات.
- “آي أو آي سيتي مول”: هو أكبر مركز تسوق في بوتراجايا، يضم أكثر من 300 محل تجاري ومطعم ومقهى، بالإضافة إلى مدينة ألعاب داخلية وحديقة جليدية ونادي رياضي وسينما وغيرها من التسهيلات الترفيهية.
- “بحيرة بوتراجايا”: هي بحيرة صناعية تغطي مساحة كبيرة من المدينة، تحيط بها الحدائق والجسور والمباني الحكومية، وتقدم فرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وممارسة بعض الأنشطة المائية مثل التجديف والصيد وركوب القوارب.
- “مسجد توانكو ميزان زين العابدين”: هو مسجد آخر في بوتراجايا، يُلقب بالمسجد الفولاذي لأنه مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، يتسع لأكثر من 20 ألف مصل. ويتألق بتصميمه المستوحى من المعمار الألماني والصيني.
- “جسر بوتراجايا”: هو جسر رئيسي يربط بين المدينة الإدارية والحكومية، يبلغ طوله 435 مترًا، ويرتفع عن سطح الماء 68 مترًا، يشبه في شكله جسر غولدن غيت في سان فرانسيسكو، ويلفت الانتباه بإضاءته الملونة في الليل.
- “جسر سري واواسان”: هو جسر آخر في بوتراجايا، يعبر فوق بحيرة بوتراجايا. يبلغ طوله 240 مترًا، ويرتفع عن سطح الماء 96 مترًا. يشبه في شكله شراع سفينة أو جناح طائر، ويلفت الانتباه بإضاءته الزرقاء في الليل.