تاريخ ومزارات

حادثة المروحة: بداية الصراع الفرنسي الجزائري

في مثل هذا اليوم وقعت حادثة المروحة، في 29 أبريل 1827م،التي تسببت في إعلان فرنسا الحرب على الجزائر وبالتالي احتلالها في سنة 1830م لمدة 132 سنة.

تاريخ حادثة المروحة

جرت الحادثة في قصر الداي حسين عندما حضر القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى القصر يوم عيد الفطر. وهناك، طالب الداي دفع الديون المقدرة بمبلغ 24 مليون فرنك فرنسي، والتي نشأت نتيجة مساعدة الجزائر لفرنسا خلال الحصار الأوروبي الذي فرضته فرنسا على الجزائر بعد إعلانها الثورة الفرنسية. رد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته، مما دفع الداي حسين لطرده ولوح بالمروحة.

فيما بعد، بعث شارل العاشر بجيشه بحجة استعادة مكانة وشرف فرنسا. وتم استخدام هذه الحادثة كذريعة للحصار على الجزائر الذي استمر لثلاث سنوات. ابتداءً من 16 يونيو 1827 حتى 14 يونيو 1830. وبعد ذلك، قامت فرنسا بالاحتلال الكامل للجزائر.

حاولت الإدارة الفرنسية عند احتلالها للجزائر أن تضفي الشرعية على هذه الحملة، بهدف إقناع الرأي العام الفرنسي قبل الرأي العام العالمي بمصداقية هذا الفعل. وقامت بتعبئة الرأي العام الفرنسي قبل موعد الحملة، وصورت هذه الأخيرة على أنها حملة لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا الذين داس عليهما داي الجزائر ‘حسين’ فيما اصطلح عليه بحادثة المروحة.

يشير الخبراء إلى أن “حادثة المروحة” لم تكن الدافع الحقيقي لاحتلال فرنسا للجزائر. فقد وقعت العديد من الأحداث الأخرى قبل ذلك، تبرز مدى التوترات بين الطرفين.

طرد “قنصل فرنسا”

في الواقع، قد سبق لداي الجزائر أن طرد “قنصل فرنسا” في ملكية لويس الخامس عشر، وحتى تعرض مبعوث هنري الرابع للخطر في الجزائر دون أن تتحرك الإدارة الفرنسية للرد بشكل عنيف. كما شهدت حوادث أخرى كمحاصرة السفينة الجزائرية للميناء الفرنسي سان تروبيه واستيلائها على العتاد والأجهزة الفرنسية. وهو ما دفع نابليون إلى التعبير عن غضبه من هذا الفعل.

 

وبالرغم من كل هذه الأحداث، لم تتخذ الإدارة الفرنسية رد فعل عسكري قبل 1827، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية للاحتلال. يعتقد أن الإدارة الفرنسية كانت تدرك قيمة الثروات في الجزائر وموقعها الاستراتيجي. وقد قامت بتجسس ومشاريع تجسسية لتقييم هذه القيمة. كما قد تكون هناك دوافع أخرى، مثل محاولة لتنصير الشمال الأفريقي وتقديمه إلى “بينابيع الحضارة والتقدم”.

يبدو أن الستار كان مسدولًا على دوافع الاحتلال الفرنسي. وبينما ضعفت الإيالة الجزائرية وتأثرت بالتدخلات الخارجية. فتحت الفرصة أمام الإدارة الفرنسية لتحقيق أهدافها في الجزائر، واستخدمت “حادثة المروحة” كمقدمة لتبرير سياستها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى