
كتبت – شيماء طه – الحضارة المصرية القديمة كانت من أوائل الحضارات التي اهتمت بعلم الفلك وإستخدامه في تنظيم شؤون الحياة.
لعب الفلك دورًا محوريًا في بناء المعابد والأهرامات، وتنظيم الزراعة، ورصد الزمن، وبفضل هذا العلم، أظهر المصريون القدماء فهمًا عميقًا للكون، وإستطاعوا تحديد الإتجاهات بدقة مذهلة، مما أثرى حضارتهم وأسهم في إستمراريتها.
دور الفلك في تحديد الاتجاهات
اعتمد المصريون القدماء على النجوم والشمس في تحديد الاتجاهات الأساسية (الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب).
كانوا يعتمدون على نجم الشمال (نجم الشمال القديم أو نجم الثعبان) لتحديد الشمال الجغرافي.
استخدموا مواقع الشمس في الأفق الشرقي والغربي لتحديد توقيتات شروقها وغروبها، مما ساعدهم في ضبط الاتجاهات بدقة.
بناء الأهرامات والمعابد بناءً على علم الفلك
الأهرامات والمعابد المصرية صُممت بما يتماشى مع الظواهر الفلكية.
هرم خوفو الأكبر في الجيزة، على سبيل المثال، محاذٍ تمامًا للاتجاهات الأربعة الأساسية، ما يعكس دقة مهاراتهم الفلكية.
كما أن تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل مرتين سنويًا (21 فبراير و21 أكتوبر) يُظهر توافق البناء مع الفلك لتسليط الضوء على التماثيل داخل المعبد.
التقويم المصري وأهميته الفلكية
المصريون القدماء اخترعوا تقويمًا شمسيًا يعتمد على دورة نجم الشعرى اليمانية (سيريوس).
لاحظوا أن ظهور نجم الشعرى اليمانية في الأفق الشرقي كان يتزامن مع فيضان النيل، مما جعلهم يربطون بين الفلك والزراعة.
التقويم المصري قُسم إلى 12 شهرًا، كل منها يتألف من 30 يومًا، مع إضافة 5 أيام للأعياد والإحتفالات.
أدوات المصريين القدماء في الفلك
إستخدموا أدوات بدائية مثل المِرْسَاة لتحديد ارتفاع الشمس والظلال، والتي ساعدتهم في قياس الوقت وتحديد الاتجاهات.
الساعات المائية كانت من بين الابتكارات لتحديد الزمن ليلاً باستخدام حركة النجوم.
الساعات الشمسية أيضًا ساهمت في تقسيم اليوم ومراقبة الفصول.
الفلك والزراعة
ربط المصريون القدماء بين مواقع النجوم ودورة الزراعة.
حددوا مواسم الزراعة والحصاد استنادًا إلى حركة الشمس والقمر والنجوم.
ظهور نجم الشعرى اليمانية كان إشارة لبدء موسم الفيضان، ما ساعد في تخطيط الري والزراعة.
الديانة والفلك
كان علم الفلك جزءًا أساسيًا من المعتقدات الدينية.
المصريون اعتقدوا أن السماء مسكن الآلهة، وارتبطت الكواكب والنجوم بالآلهة المختلفة، مثل رع وإيزيس.
كتاب الموتى يحتوي على إشارات فلكية عديدة، مثل توجيه الروح إلى النجوم الأبدية.
تأثير علم الفلك المصري على العالم
انتقل علم الفلك المصري إلى حضارات أخرى، مثل الإغريق والرومان، حيث استوحوا منه أنظمة التقويم وأساسيات الفلك.
ما زالت الدقة الهندسية والفلكية للأهرامات والمعابد تلهم علماء العصر الحديث.
كان علم الفلك في الحضارة المصرية القديمة أكثر من مجرد رصد للنجوم بل كان نظامًا متكاملًا ينظم الحياة، ويحدد الاتجاهات، ويعزز الممارسات الزراعية والدينية.