يناير الأمازيغي: رمز الهوية الجزائرية وطموح نحو العالمية
يحتفل الجزائريون سنوياً برأس السنة الأمازيغية يناير، وهو مناسبة تعكس ارتباطاً عميقاً بجذورهم الثقافية وهويتهم الراسخة عبر التاريخ. منذ أن أصبح هذا اليوم عطلة رسمية، تحوّل الاحتفال به من مناسبة تقليدية محلية إلى حدث يجمع بين الأصالة والحداثة، بفضل جهود الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الحديثة لتعريف العالم بالثقافة الأمازيغية.
رمز الهوية الجزائرية
تتنوع الأجواء الاحتفالية بعيد يناير بين إعداد أطباق تقليدية مثل الكسكس والشخشوخة، وتنظيم فعاليات فنية وفلكلورية تعبر عن التراث الشعبي والروح الجماعية للمجتمع. في السنوات الأخيرة، تبنت الجمعيات الثقافية والمؤسسات المحلية طرقاً مبتكرة لإحياء هذه المناسبة، مستعينة بالرقمنة لتوسيع نطاق الاحتفال والترويج للهوية الأمازيغية.
و أشار الدكتور علي كحلان، المختص في الرقمنة، إلى دور التكنولوجيا في تسليط الضوء على التراث الأمازيغي من خلال عروض رقمية وتقنيات الواقع الافتراضي. تتيح هذه التقنيات للمهتمين استكشاف التراث بطريقة مبتكرة، مع إقامة معارض افتراضية تبرز الحرف اليدوية والأزياء التقليدية، مما يقرّب هذا التراث من جيل الشباب. وأضاف أن شركات ناشئة طورت تطبيقات تعليمية لتعلم اللغة الأمازيغية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يساهم في جعل هذا التراث أكثر انتشاراً واستدامة.
وأكد الدكتور كحلان أن التكنولوجيا أصبحت أداة فعالة لتثمين التراث الجزائري عامة، موضحاً أن الرقمنة تمثل فرصة فريدة لتعريف العالم بالهوية الأمازيغية. بفضل إبداع الشباب الجزائري، تحوّلت الثقافة الأمازيغية إلى محتوى افتراضي حديث يضم مقاطع موسيقية تمزج بين الأصالة والحداثة، أفلام قصيرة، ورسوم متحركة تجسد الأساطير والحكايات الأمازيغية.
كما أبرز الدكتور كحلان دور المنصات الرقمية مثل يوتيوب وإنستغرام وتيك توك في توثيق ونشر القصص والأغاني التقليدية الأمازيغية، مشيراً إلى أن هذه الجهود تحافظ على الذاكرة الثقافية للجزائر وتعزز الهوية الوطنية. واعتبر أن يناير يمثل فرصة لتعريف العالم بالثقافة الأمازيغية، داعياً إلى التعاون مع المنظمات الدولية لتحويله إلى حدث عالمي معترف به كجزء من التراث الإنساني.
الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ليس مجرد تقليد، بل هو رسالة فخر بالهوية الوطنية وطموح لتعزيز الثقافة الجزائرية في المشهد العالمي، مع تأكيد أهمية الاستمرار في الجمع بين الأصالة والابتكار لضمان نقل هذا التراث الثري إلى الأجيال القادمة.