تفجيرات أجهزة “حزب الله” اللاسلكية.. بداية شرارة صراع شامل؟
شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت سلسلة من الانفجارات التي أصابت المئات من عناصر حزب الله، ناجمة عن أجهزة اتصال لاسلكية كانوا يستخدمونها. وفقًا لما أعلنه فادي أبي علام، رئيس حزب الخضر اللبناني، فإن هذه الانفجارات جاءت نتيجة برنامج خبيث أرسل كميات هائلة من الرسائل إلى هذه الأجهزة، مما تسبب في ارتفاع حرارة البطاريات بشكل غير طبيعي، وهو ما أدى إلى انفجارها، في إطار هجوم سيبراني شنه العدو الإسرائيلي على مقاتلي حزب الله بعد تتبع هواتفهم المحمولة.
بداية شرارة صراع شامل
أبي علام أكد أن هذه الأعمال ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها إسرائيل، إذ لا تفرق بين المدنيين والعسكريين. وأشار إلى أن هذا التصعيد قد يقود إلى حرب شاملة في المنطقة، مع استعداد حزب الله للرد بما يتناسب مع حجم هذا الهجوم، مما يجعل من الصعب السيطرة على التداعيات المتسارعة لهذا الصراع.
الآثار الكارثية على السكان المحليين كبيرة جدًا، فالمأساة دفعت الجميع للتضامن مع الضحايا وإدانة هذا العنف. كما أن الاقتصاد اللبناني المتهالك سيتعرض لصدمة إضافية بسبب هذه الأحداث، وسط مساعي الحكومة اللبنانية لتوفير الدعم الطبي والضغط الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي. وقد بدأت بعض الدول بالفعل بتقديم مساعدات طبية للجرحى، مثل السلطة الفلسطينية والأردن.
على الجانب الآخر، تتواصل التحقيقات حول كيفية وقوع هذه التفجيرات، حيث أشار الخبراء إلى إمكانية استخدام مواد شديدة الانفجار، مثل مادة Paten، لتفجير الأجهزة عبر تسخين بطارياتها. وتشير التقارير إلى أن عدد المصابين بلغ 4000 شخص، فيما قُتل 11 آخرون نتيجة هذه الهجمات.
تداولت وسائل الإعلام اللبنانية أن عشرات اللبنانيين أصيبوا نتيجة انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها، مما دفع وزارة الصحة اللبنانية إلى دعوة المواطنين للتخلص من هذه الأجهزة فورًا. كما رفعت الوزارة مستوى الاستعداد في جميع المستشفيات للتعامل مع تدفق أعداد كبيرة من الجرحى.
ولم تسلم الشخصيات البارزة من هذه الهجمات، حيث تم نقل السفير الإيراني في لبنان إلى المستشفى بعد إصابته. كما صدرت توجيهات من رئيس الوزراء العراقي عقب هذه الهجمات لتعزيز التدابير الأمنية.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب اللبناني محمد سعيد الرز أن هذه العملية الاستخباراتية الإسرائيلية، التي استهدفت حزب الله ولبنان، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا وإصابة الآلاف. وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى تصعيد الحرب النفسية، وتأكيد قدرتها على الوصول إلى أي شخص في أي وقت، إلى جانب التمهيد لعدوان بري محتمل يبدأ من الجولان باتجاه وسط البقاع الغربي.
لكن الرز أشار إلى أن هذا المشروع الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة، أبرزها فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها السياسية في غزة على مدار العام، مما يجعل من الصعب عليها تحقيق أهدافها في لبنان، خاصة في ظل الترسانة العسكرية التي تمتلكها المقاومة اللبنانية. وأوضح أن هناك شبه إجماع دولي وداخلي في إسرائيل على أن أي محاولة لشن حرب شاملة قد تنقلب ضدها.
في النهاية، يجري حزب الله تحقيقاته الخاصة لمعرفة كيفية حدوث هذا الاختراق، سواء كان نتيجة تجسس محلي عبر عملاء أو من خلال الأجهزة المستخدمة مثل “البيجر”. ومع ذلك، يظل حزب الله قادرًا على استيعاب هذه الضربة في ظل الدعم اللبناني والموقف الموحد، مع توقعات برد مدروس من المقاومة في الوقت المناسب، سواء عبر التصدي لأي محاولة اختراق بري أو بطرق أخرى مختلفة.