قبائل و عائلات

«قبائل مصر وليبيا».. امتداد طبيعى يدعم استقرار وأمن الدولتين

محمد بخات

 

فى الوقت الذى تشهد الشقيقة ليبيا عدم استقرار أمنى، لعدة أسباب منها وجود ميليشيات مسلحة ووجود جماعات إرهابية خاصة فى الجانب الغربى لليبيا، إلا أن الأوضاع تختلف فى الشرق الليبى تجاه مدن بنغازى وطبرق والبيضا وشحات، وحتى مدينة مساعد على الحدود المصرية، وذلك فى ظل الترابط بين قبائل المنطقتين فى ليبيا والقبائل المصرية فى مطروح وحتى مدينة السلوم الحدودية وهو ما يساهم فى استقرار الدولتين، فأمن ليبيا من أمن مصر.

 

“العلاقة بين القبائل العربية فى ليبيا والقبائل العربية فى مصر علاقة أزلية”.. بهذه الكلمات عبّر صالح العلام العبيدى خبير إستراتيجى فى الأمن القومى الليبى وأحد عواقل القبائل الليبية المقيمة فى مصر، مستكملا: القبائل العربية فى مطروح وقبائل ليبيا جميعهم ينتمون إلى أصول واحدة، وهم قبائل بنى سليم وبنى هلال، وهذا ينعكس على مدى ترابطهم وعلاقاتهم الطيبة بين بعضهم البعض وهذه العلاقة هى علاقة ثابتة ووطيدة، وليست وليدة اللحظة، مما يكون له الأثر عليهما فى الدفاع عن وحدة الأمة، لافتا إلى أنه إذا صارت خلافات على مستوى الحكومات تكون القبائل هى وسيلة للصلح وتقارب وجهات النظر ومد يد العون لما فيه المصلحة العامة بين الجانبين.

«قبائل الليبو» نواة الشعب.. وقحطان وعدنان أصل العرب

وقال : “كانت الحدود بين مصر وليبيا مفتوحة ولا توجد أية حدود نهائيا وذلك على مر التاريخ قبل ظهور اتفاقية سايكس بيكو، وكانت أمة واحدة، وأبناء القبائل العربية يعيشون فى كل مكان، هنا وهناك، ومنهم من عاش فى ليبيا ومن أقام فى شمال أفريقيا، ومن عاش على ضفاف نهر النيل، ولكن لا تزال أطر الأخوة والعلاقات الطيبة والعادات والتقاليد المشتركة واحدة، فأبناء القبائل بمصر وليبيا جسد واحد، كيان واحد، قلب واحد، هدف واحد، واستقرار أمنى واحد بين الجانبين.

 

النائب مهدى العمدة عضو مجلس النواب وابن قبيلة المعابدة بالسلوم، أكد أن القبائل العربية فى دولتى الجوار، مصر وليبيا، هى امتداد طبيعى لبعضهما البعض، وهناك تواصل مستمر بينهما على مستوى العائلات والأفراد والعُمد وشيوخ القبائل والعواقل والوجهاء، كما أن هناك لجانًا من الجانبين تتدخل لحل النزاعات والخلافات بين أبناء القبائل فى ليبيا أو فى مصر، قائلا :” شاركت فى وفد من قبائل محافظة مطروح وسافرنا فى شهر ديسمبر 2020 إلى ليبيا، للتدخل لحل نزاع بين قبيلتى القطعان والعبيدات لوجود خلافات بينهما راح ضحيتها 4 قتلى اثنان من كل قبيلة، وذهبنا متطوعين لمد يد العون وحل النزاع فيما بينهما، واستقبلونا استقبالًا يليق بنا، بسيارات فارهة على الحدود المصرية بعد منفذ السلوم البرى، وانتقلنا مع وفد يضم 12 من عواقل قبائل مطروح، وذهبنا إلى القبيلتين وقمنا بتأدية واجب العزاء وقرّبنا وجهات النظر وتكاد تكون المشكلة شارفت على الانتهاء بعد حل ما يقرب من 90 % منها، والعيش فى سلام تمهيدا لانعقاد جلسة صلح بينهما، وهذا هو دورنا مع بعضنا والذى يهدف إلى إصلاح ذات البين، والتواصل المستمر، والمشاركة فى الأفراح والأحزان، والحفاظ على العادات والتقاليد التى تجمعنا وحفظ الأمن والسلم الاجتماعيين بين الأشقاء فى مصر وليبيا.

وقال العمدة إدريس أبو السويطية عمدة قبيلة الجميعات بمطروح، إن أمن ليبيا من أمن مصر، وأمن مصر من أمن ليبيا، وأى توتر فى ليبيا ينعكس على الأمن بمصر، ونحن نسعى دائما لإحلال السلام فى ليبيا، وجميع القبائل فى مصر من السلوم غربا حتى أسوان جنوبا وسيناء شرقا جميعنا يدٌ واحدة لمؤازرة ودعم القبائل فى ليبيا بهدف لمّ الشمل الليبى بين الجانبين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية هناك، مما يدعم الاستقرار والأمن والأمان، ونتمنى من الدول الداعمة للإرهاب عدم التدخل فى الشأن الليبى، وذلك من أجل إعادة استقرار ليبيا، ولن تستقر ليبيا إلا بجهود قبائلها، فهم حماة الحدود والأوطان، خاصة أن القبائل الليبية تدعم القيادة المصرية والقبائل فى مصر لدحر الإرهاب ومن أجل الاستقرار.

 

وأضاف أن هناك وفدين من القبائل بمطروح فى ليبيا حاليا، منهما وفد قبيلة القطعان، ووفد قبيلة الجميعات، وهذا من أجل عقد صلح بين قبيلتين فى مدينة مساعد نشبت بينهما خلافات خلال الأيام الأخيرة، وهناك وفيات ومصابون، ودورنا دعم الاستقرار على الجانب الشعبى والجانب القومى بين الأشقاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى