“ليلى رستم” أيقونة ماسبيرو التي أضاءت الإعلام العربي
كتبت شيماء طه
برحيل الإعلامية القديرة ليلى رستم، يخسر الإعلام العربي واحدة من أبرز رموزه وأكثرها تأثيرًا. تعد ليلى رستم رمزًا لعصر ذهبي في الإعلام المصري، حيث تركت بصمة لا تُنسى بفضل أسلوبها الراقي، وثقافتها الواسعة، وحواراتها المميزة التي أثرت الوعي العربي.
لُقبت بـ”أيقونة ماسبيرو” وحققت شهرة واسعة ببرامجها المميزة التي شكلت جسراً بين الأجيال.
تعليمها ونشأتها
وُلدت ليلى رستم في 11 فبراير 1937 بالقاهرة، وانتقلت مع أسرتها بين عدة مدن مصرية مثل الإسكندرية والمنصورة، بسبب طبيعة عمل والدها المهندس عبد الحميد بك رستم. وهي ابنة أخ الفنان الكبير زكي رستم، مما أتاح لها التعرّف على الثقافة والفن عن قرب.
حصلت على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، ما ساعدها على بناء خلفية أكاديمية قوية انعكست في أسلوبها الإعلامي.
بدايتها المهنية
مع ميلاد التلفزيون المصري في 23 يوليو 1960، بدأت ليلى رستم مسيرتها الإعلامية كمذيعة ربط وقارئة للنشرة الإخبارية باللغة الفرنسية. لم تكتفِ بهذا الدور، بل سرعان ما أثبتت نفسها كإعلامية قادرة على تقديم برامج مميزة، جمعت بين الجرأة والعمق.
أبرز البرامج التي قدمتها:
1. “نجمك المفضل”: برنامج أسبوعي استمر لمدة ثلاث سنوات، وقدمت خلاله 150 حلقة استضافت فيها كبار الشخصيات الفنية والثقافية مثل محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، فاتن حمامة، طه حسين، وعمر الشريف.
2. “نافذة على العالم”: برنامج سلط الضوء على أهم الأحداث العالمية، مقدماً للجمهور المصري نظرة شاملة على تطورات العالم.
3. “الغرفة المضيئة”: من إعداد مفيد فوزي، ركز على أبرز الأحداث المحلية والإنجازات المصرية.
أسلوبها الإعلامي
تميزت ليلى رستم بأسلوبها الراقي وثقافتها الواسعة، ما جعلها تُجري حوارات مميزة مع شخصيات عالمية مثل الملاكم الأمريكي الأسطوري محمد علي كلاي. كانت حواراتها تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بضيوفها، مما جعلها محط احترام وتقدير من الجميع.
رحلت ليلى رستم عن عالمنا بعد أن أكملت مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء. رغم اعتزالها التلفزيون في عام 1967، بقيت ذكراها حاضرة في أذهان الأجيال التي تابعت أعمالها.
بفقدان ليلى رستم، يفقد الإعلام العربي رمزًا من رموزه الكبرى. لقد كانت نموذجًا للإعلامية المثقفة التي تؤدي رسالتها بحب وإخلاص.