قبائل و عائلات

محمد بك أبو ستيت: رائد التنمية وصوت مديرية جرجا في البرلمان المصري

أسماء صبحي 

تعد عائلة أبو ستيت واحدة من العائلات العريقة في صعيد مصر. والتي كان لها بصمة واضحة في الحياة السياسية والاجتماعية على مدار عقود. واستمدت العائلة مكانتها من رجالها الذين تميزوا بالحكمة والقيادة. واستطاعوا أن يقدموا إسهامات جليلة في تطوير مجتمعاتهم المحلية وتعزيز العمل الوطني. ومن بين هؤلاء الرواد، يبرز اسم محمد أمين بك أبو ستيت، الذي حمل راية التغيير والتنمية في مديرية جرجا من خلال عمله البرلماني المميز.

استعادة المقعد البرلماني

بعد فترة من الغياب عن المشهد البرلماني، استطاعت عائلة أبو ستيت العودة بقوة لتثبيت أقدامها في دائرة البلينا. ففي عام 1910، انتخب محمد بك أبو ستيت عضوًا بمجلس شورى القوانين. ليحل محل محمد علي تمام حبارير بك، الذي انتهت مدته في مجلس المديرية. وكان ذلك بمثابة بداية جديدة لعائلة أبو ستيت لإثبات دورها الفاعل في الحياة السياسية المصرية.

وتميز محمد أمين بك بإصراره على طرح مشاكل مديرية جرجا ومناقشتها في الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين. ومن أبرز مقترحاته كان ما قدمه في جلسة الجمعية بتاريخ 31 مارس 1912، حيث طالب بترخيص وضع آلات رافعة لتحسين نظام الري الصيفي في المنطقة.

وأشار بكلماته المؤثرة إلى أهمية هذا المشروع قائلاً: “وجب عليّ بصفتي نائبًا عن جرجا أن ألفت نظر الحكومة إلى حالة هذه المديرية الزراعية الاقتصادية. فإنها أصبحت في حالتها الراهنة محتاجة أشد الاحتياج إلى نفحة من نفحات الإصلاح”.

كما استعرض أثر نقص الوسائل الحديثة في الزراعة على الأراضي والضرائب. مشددًا على ضرورة دعم الحكومة لهذا المشروع الذي سيعود بالفائدة على المزارعين والاقتصاد المحلي.

عضوية محمد بك أبو ستيت في الجمعية التشريعية

مع تأسيس الجمعية التشريعية في يوليو 1913، التي حلت محل مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية. انتخب محمد أمين بك أبو ستيت عضوًا في الدورة الجديدة التي ضمت 91 عضوًا. ورغم أن الجمعية التشريعية عقدت دورة واحدة فقط في الفترة من يناير إلى يونيو 1914. إلا أن أبو ستيت كان حاضرًا بقوة، حيث قدّم رؤى بنّاءة ومقترحات هامة تخدم مديرية جرجا والمجتمع المصري بشكل عام.

أنهى محمد أمين بك مسيرته الحافلة بالإسهامات عندما وافته المنية في 3 نوفمبر 1921. وترك وراءه إرثًا سياسيًا واجتماعيًا يظل محفورًا في ذاكرة منطقته وشعبه، إذ كان نموذجًا للنائب الذي لم يدخر جهدًا لخدمة أبناء بلده والعمل على تطويرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى