المزيد

“قبيلة شيروكي” ورحلة الغابة التى تبدأ بالخوف وتنتهى بالرجولة

كتبت شيماء طه

قبيلة شيروكي، إحدى القبائل الأمريكية الأصلية المعروفة بـ”الهنود الحمر”، تميزت عبر تاريخها الغني بطقوس خاصة تُنقل عبر الأجيال، ومن أخطر تلك الطقوس ما يُعتبر إختباراً لتحول الأطفال إلى رجال مع بلوغهم سن المراهقة.

عند دخول الصبي مرحلة المراهقة، يصحبه والده إلى عمق الغابة ويعصب عينيه، ويتركه وحيداً ليخوض تجربة قد تبدو مرعبة لكنها مُحورية في حياته.

يُطلب من الفتى الجلوس على جذع شجرة طوال الليل دون أن يزيل العصابة عن عينيه أو يتحرك حتى تشرق الشمس.

خلال تلك الساعات الطويلة، يواجه الفتى مخاوفه في صمت تام، بينما تُحيط به أصوات الرياح وصرير الأشجار وعواء الحيوانات البرية، مما يجعله يشعر وكأنه على شفا خطر مُحدق، سواء من وحوش الغابة أو حتى بشر مجهولين.

ولكن التحدي الحقيقي يكمن في عدم السماح للخوف بالتغلب عليه.

يحظر على الصبي مشاركة تجربته مع الآخرين أو التحدث عما حدث خلال تلك الليلة.

الهدف من هذا الطقس هو غرس القوة والشجاعة والاعتماد على النفس كجزء من التحول إلى الرجولة.

وفي لحظة شروق الشمس، يخلع الصبي العصابة ليكتشف أن والده كان إلى جانبه طوال الوقت، يراقبه بصمت ويحميه دون أن يشعر، في دلالة على دعم الأسرة المستمر حتى مع ترك الأبناء لمواجهة تجاربهم.

هذا الطقس الذي تتوارثه قبيلة شيروكي عبر الأجيال يُجسد معاني الصبر، التحمل، والشجاعة، وهو جزء أساسي من ثقافة القبيلة في إعداد أطفالها ليصبحوا رجالاً قادرين على مواجهة الحياة بتحدياتها المختلفة.

“رحلة الغابة التي تبدأ بالخوف وتنتهي بالرجولة” هي تجربة فريدة تُميز القبيلة وتُحافظ على إرثها الثقافي الراسخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى