كتبت – شيماء طه – تعد قبيلة الجميعات من القبائل العربية العريقة التي تتمتع بتاريخ طويل وجذور ممتدة عبر شمال إفريقيا، مما يجعلها إحدى أهم المكونات القبلية في المنطقة.
تعود أصول الجميعات إلى قبيلة بني سُليم، وهي قبيلة عربية بارزة هاجرت في مراحل مختلفة من شبه الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا، مما ساهم في تشكيل النسيج الاجتماعي والثقافي لهذه المنطقة.
النسب والأصول
كما ترجع قبيلة الجميعات إلى فرع حكيم من حصن من علاق بن عوف. من بطون قبيلة بني سُليم التي تنحدر من قيس عيلان العدنانية.
بني سُليم من القبائل التي لعبت دورًا بارزًا في الفتوحات الإسلامية واستقرت لاحقًا في شمال إفريقيا خلال الهجرة الكبرى للعرب، والتي بدأت مع الفتوحات واستمرت مع الموجة الهلالية في القرن الحادي عشر الميلادي.
إنتقال الجميعات إلى شمال إفريقيا
وهاجر الجميعات من جنوب تونس إلى ليبيا، واستقروا في المناطق الصحراوية والريفية، كما انخرطوا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية المحلية، بعبارة أخرى امتدت علاقاتهم إلى القبائل الأخرى، مما ساهم قي تعزيز نفوذهم الإقليمي.
أماكن الإنتشار
كما تتركز قبيلة الجميعات حاليًا في كل من ليبيا ومناطق حدودية في تونس ومصر. بينما أهم مواطنهم في ليبيا تشمل : منطقة الجبل الأخضر، برقة، المنطقة الغربية من البلاد.
وقد إمتدت بعض فروع الجميعات إلى مصر، حيث شاركوا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وظلوا محافظين على عاداتهم وتقاليدهم القبلية.
الهوية الثقافية والعادات
كما تشتهر قبيلة الجميعات بتمسكها بتقاليدها وعاداتها التي تعكس هويتها العربية الأصيلة، ومن أبرزها:
الفروسية : تعد الخيل جزءًا مهمًا من تراث القبيلة، كما يرتبط اسم الجميعات بمسابقات الفروسية والاحتفالات البدوية. الشعر العربي : يمثل الشعر أداة تعبير عن الفخر بالنسب والبطولات، وغالبًا ما يُلقى في المناسبات القبلية والاجتماعية. الكرم والضيافة : مثل معظم القبائل العربية، يشتهر الجميعات بكرمهم الكبير واحتفائهم بالضيف.
الدور الاجتماعي والسياسي
بينما لعبت القبيلة دورًا كبيرًا في الاستقرار الاجتماعي في المناطق التي انتشرت فيها، ومع التحولات السياسية في ليبيا وشمال إفريقيا، كانت القبيلة جزءًا من التحالفات المحلية التي دعمت الأمن وحفظ التقاليد.
مشاركتهم في المقاومة :
وساهمت القبيلة في حركات المقاومة ضد الاستعمار، وخاصة في ليبيا أثناء الاحتلال الإيطالي، حيث عُرفت بدورها الوطني، علاوة على دعمها للقضايا العربية.
الأنشطة الإقتصادية
تعمل قبيلة الجميعات بشكل رئيسي في الأنشطة الرعوية والزراعية، على سبيل المثال الرعي والتجارة.
الرعي : تربية الإبل والأغنام جزء أساسي من حياتهم.
التجارة : مارسوا التجارة بين المناطق الريفية والحضرية، مما ساعدهم على تحقيق استقرار اقتصادي.
التحديات الحديثة
مثل غيرها من القبائل العربية، واجهت تحديات كبيرة مع التغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة، بما في ذلك :
الصراعات الداخلية في ليبيا
أثرت النزاعات على حركة القبائل وإستقرارها.
تغير نمط الحياة
تحولات الحياة البدوية إلى أنماط أكثر حضرية أضعفت التقاليد البدوية.
تظل قبيلة الجميعات رمزًا للعراقة العربية في شمال إفريقيا.
يمثل تمسكها بجذورها وتقاليدها دليلًا على أهمية القبائل العربية في الحفاظ على الهوية الثقافية والٱجتماعية للمنطقة.
