
كتبت – شيماء طه – برديات وادي الجرف، التي اكتُشفت عام 2013 في ميناء وادي الجرف على ساحل البحر الأحمر، تُعد من أقدم الوثائق الإدارية المكتشفة في العالم.
تعود هذه البرديات إلى عهد الملك خوفو (2589–2566 ق.م)، وتوفر مشهد غير مسبوق عن الإدارة اليومية في مصر القديمة، وتحديداً في فترة بناء الهرم الأكبر .
موقع الإكتشاف وأهميته
يقع ميناء وادي الجرف على بعد حوالي 120 كيلومتراً جنوب السويس، وهو أقدم ميناء معروف في العالم.
كانت البعثة الأثرية الفرنسية المصرية بقيادة بيير تاليت وداميان ليروكس وراء الكشف عن هذه البرديات. ويظهر الموقع البنية التحتية للميناء وأدوات التخزين والحبال، إلى جانب عشرات البرديات التي تعتبر كنزاً وثائقياً فريداً.
تفاصيل محتوى البرديات
كما تتضمن البرديات سجلات إدارية دقيقة تعود لأحد المسؤولين الكبار يدعى “مرر”، الذي كان مشرفاً على فريق من العمال المشاركين في نقل الأحجار من محاجر طرة إلى موقع بناء الهرم الأكبر. وتقدم هذه السجلات تفاصيل يومية عن العمل، مثل تقسيم المهام، وحصص الطعام، والمواد المستخدمة، وأوقات السفر، ما يعكس نظاماً إدارياً محكماً.
دلالة البرديات
بينما تبرز برديات وادي الجرف الدور الكبير للإدارة المركزية في مصر القديمة. وتوضح كيف نجح المصريون في تنسيق مشروعات ضخمة مثل بناء الأهرامات.
كما تظهر مستوى التوثيق المتقدم، حيث كانت العمليات الإقتصادية واللوجستية تسجل بدقة لضمان تحقيق الأهداف.
أهمية البرديات للتاريخ
كما أن الوثائق المكتشفة نافذة فريدة لفهم التنظيم الإداري في عصر الدولة القديمة؛ لا تسلط الضوء فقط على الجانب المادي لبناء الأهرامات، بل تبرز أيضاً المهارات الإدارية والتنظيمية التي جعلت من مصر القديمة حضارة عظيمة.
الحفاظ على البرديات
بينما جرى نقل البرديات المكتشفة إلى المتحف المصري الكبير لحفظها ودراستها، حيث تعرض ضمن سياق يبرز أهميتها التاريخية والإدارية.