شيوخ القبائل في مطروح: القضاء العرفي صمام الأمان لجميع أبناء المحافظة
أسماء صبحي
من المعروف أن لكل مجتمع العادات والتقاليد التي تميزه عن باقي المجتمعات الأخرى. وهناك العديد من السمات التي تميز القبائل البدوية في محافظة مطروح عن غيرها من محافظات مصر. حيث يسود نوع من القضاء محافظة مطروح، والذى يحكم معظم البدو، وهو “القضاء العرفي”. والذى يتم من خلاله مناقشة معظم القضايا والمشاكل التي تظهر بين أبناء المحافظة.
يعد ميل أهالي مطروح للأحكام العرفية والشرعية بدلاً من الذهاب إلى المحاكم. هو ما ساعد على الحفاظ على القضاء العرفي. الأمر الذى يخفف أعباء كثيرة على الدولة والقضاء ووزارة العدل. والقانون العرفي أو الاحكام العرفية ليس مدوناً. بل يتم وفق قواعد متفق عليه رغم اختلاف الأشخاص.
أهمية القانون العرفي
ومن جهته، يقول العمدة عبد اللطيف عبد اللطيف، أحد أبناء القبائل البدوية في محافظة مطروح. إن القانون العرفى يعمل على ضبط الأمن بين أبناء القبائل بمطروح بجانب القانون. مشيرا إلى أنه قانون واجب التنفيذ على جميع أبناء القبائل، وهو صمام أمان لجميع الأبناء ويحمي الضعيف من القوي والفقير من الغني.
وأوضح العمدة عبد اللطيف، أن الجميع يلتزم بأحكام القانون العرفي. لأن قراراته قوية وليس فيها استئناف ولا نقض إلا من خلال جلسات وأعضاء آخرين يطبقون نفس القانون بأشخاص آخرين.
وأضاف أن أحكام القانون العرفي لا تقتصر فقط علي بدو مطروح. بل يلجأ إليها الوافدين المقيمين من المحافظات الأخرى. والذين يرغبون في أن يعرضوا قضاياهم على المحاكم العرفية. فالأحكام يلتزم بها الجميع حتي ولو جاءت على غير هواهم، لافتاً إلى أن لجان الحكم تضم مجموعة من ممثلي القبائل خاصةً ذوات الخبرة. وممثل من الأزهر الشريف، وممثل عن الدعوة السلفية. ويتم طرح القضية أو المشكلة على اللجنة، والتي تقوم بدراسة المشكلة من جميع الجوانب. وسماع آراء الشهود حتى يتم الفصل فيها بدقة.
لجان القضاء العرفي
وقال العمدة عبد اللطيف، إن لجان الحكم العرفي لا تقتصر على لجنة واحدة. بل لكل مشكلة من المشكلات لجنة مخصصة. فهناك لجنة للقتل بأنواعه: العمد، والقتل الخطأ، وقتل القريب أو الغريب والحيوانات. وتحديد الميراث بين الأقارب، وعقوبة شهادة الزور، والنزاع على الأملاك والزروع. وغيرها من اللجان التى تبحث كل المشكلات، لافتاً إلى أن المحكمين يجب أن يتحلوا بالحكمة والفطانة .
وتابع إن القضاء العرفي صدر منذ 400 عام في مكان فىي ليبيا. واجتمع فيه ممثل القبائل والعارفين بأحكام الشريعة، ومعظم أحكامه متطابقة مع الشريعة. موضحاً أن هناك بعض القضايا الحديثة والغير موجودة فى السابق. وهذه المتغيرات تحتاج إلى فهم ووعي من المحكمين، مع وضع أنماط جديدة تتماشى مع العصر الحديث. كما أكد أن دور القضاء العرفي وأهميتة تسببت في اللجوء لمحكين من أهالي مطروح لحل قضية قتل في محافظة أسيوط. والتي تم بالفعل إنهاء هذا الخلاف بين أسرتين بالتنسيق مع الجهات الأمنية.
أهمية التشريعات القبلية
وفي السياق ذاته، قال العمدة وليد أبو سويطية، أحد أبناء القبائل في مطروح، إن محافظة مطروح تتكون من 5 قبائل كبرى. هي “أولاد علي الأبيض، أولاد علي الأحمر، القطعان، السُننة، الجمعيات”. موزعين على ثمانية مراكز بالمحافظة من السلوم غربًا حتى الحمام شرقًا،
وأوضح العمدة وليد، أن التشريعات القبلية لقبائل أولاد علي في مطروح تربط هذه القبائل منذ القدم. فهي قانون خاص لفض المنازعات، و تسير عليه معظم القبائل في فض المنازعات بين القبائل. لافتاً إلى اغن المحكمين يستمدون أحكامهم في الأصل من عادات البدو وتقاليدهم، التي لايزالون يتمسكون بها حتي الآن.
وأضاف أن المواطنين الذين يتعرضون لمشاكل مختلفة، ولا يريدون الذهاب لأقسام الشرطة أو النيابة. بغرض الحل بشكل ودى، ويتم النظر فيها والحكم حسب كل مشكلة على حدة. وبالنسبه للأحكام أحياناً تغلظ العقوبة بدافع الردع.