تواصل اجتماعي واقتصادي وسياسي..القبائل العربية ارتباط عرقي وعربي بين جميع الدول
دعاء رحيل
ورد في التاريخ قديما أن مصر قبل الإسلام كانت جزء لا يتجزأ من القبائل العربية. بل إن بعض القبائل كانت تسكن وتزور مصر. وحينما دخلت مصر ضمن الدول العربية الإسلامية بدأت هجرات القبائل العربية تتوالى عليها وتقطن مصر حتى نكاد نجزم بأن معظم سكان مصر اليوم من القبائل العربية.
الكثير مننا يعتقد أن القبائل العربية تقطن على أطراف مصر في مطروح أو سيناء أو أسوان. بل إن أبناء القبائل العربية ضمن نسيج العائلات التى تشكل الأسرة المصرية. حيث لا توجد مدينة أو قرية أو نجع إلا وفيه من أبناء القبائل الذين يشكلون الوطن … يد واحدة وشعب واحد.
ومع مرور الزمن انتشرت القبائل العربية في مصر والدول العربية الأخري وبدأت تجمعهم علاقات أسرية واجتماعية واقتصادية ودينية أيضا. حيث حدث تواصل على كافة المستويات. ولعلنا نعلم أن التواصل الاجتماعي من أبرز العوامل الترابط بين دول الأمة العربية وهو ما تعيشه قبائل مصر على حدودها, وما جناحا الأمة العربية, مصر والسعودية, إلا مثال لهذه العلاقات, فذاك مصرى وابن عمه سعودى عبر شواطئ البحر الأحمر, حيث هناك مدن وقرى بها الكثير من المصاهرات التى تضم أبناء القبيلة الواحدة. مما يؤكد مدى الترابط العربى من خلال القبائل العربية.
قبائل متفقة في العادات
قال الشيخ محمد خضير العمارين شيخ قبيلة العمارين بالسويس، أن مصر بها العديد من القبائل تربط كل قبيلة منهم عرق نسب وأصل ثابت من نظير كل قبيلة في العديد من الدول مثال قبيلة الحويطات فهى موجوده فى مصر ولكن هي موجودة في بلد أصلها في الأردن.
كما أن قبيلة العمارين فأصلها متواجد في تبوك بالسعودية والأردن ولها ثلاث مشايخ شيخ في كل دولة، وهكذا بالنسبة لباقى القبائل حتى الموجود منها في اليمن.
كما أكد شيخ قبيلة العمارين، أن قبائل أولاد علي التي تمتد إلى بلاد المغرب العربي، حتى الأمازيغ متواجدة هنا أيضا. منوهاً أن القبائل متفقة في العادات والتقاليد والقوانين برغم اختلاف الدول، وهم بالفعل على تواصل مستمر لاسيما بعد التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار شيخ قبيلة العمارين، إلى الاتفاق الذي فرضته طبيعة الموطن جعل هناك مشاركة من النواحى الاجتماعية والثقافية.
كما ذكر شيخ قبيلة العمارين، أنه في عام ١٩٨٣ أرادت السعودية تسيير قطار في منطقة تبوك وأرادت تعويض أصحاب الأراضى التي كان سيمر بها القطار وكان منهم أفراد من قبيلة العمارين في مصر حيث كان أجدادهم يمتلكون تلك الأراضى قبل هجرتهم لمصر.
فيما أكد الشيخ محمد خضير العمارين،أن التواصل موجود فعليا على مستوى العرق القبلى الواحد، مشيراً إلى النواحي السياسية فيحتاج الأمر إلى تفعيل دور مجلس القبائل على المستوى الخارجي بالتعاون مع وزارة الخارجيه لتنظيم مؤتمرات مشتركة.
تفرع القبائل
وفي هذا السياق قال النائب عبدالله جهامة رئيس جمعية المجاهدين، منذ الأزمنة السابقة يوجد تواصل بين القبائل العربية في مصر والدول العربية ويتم ذلك من خلال الزواج والنسب بينهم ، فالقبائل العربية لديها علاقات عديد حيث تتفرع بعض القبائل بين مصر ودول أخري مثل قبيلتي الحويطات والترابين المتواجدين أيضا في السعودية.
وأكد رئيس جمعية المجاهدين ، يوجد أيضا الكثير من القبائل العربية بمطروح المرتبطة ارتباط وثيق بقبائل في ليبيا وأيضا سيناء ترتبط بقبائل عربية في فلسطين حيث أن أصبح يوجد حالات من الزواج بين القبائل العربية وهذا الزواج نتج عنه تواصل اجتماعي عميق بين هذه القبائل.
كما أشار رئيس جمعية المجاهدين إلى أن النواحي السياسية والاقتصادية متواجدة بالفعل ولكن من خلال الإجراءات التي تنظمها الدولة وتحدث تحت طائلة القانون.
علاقات صهرية
ومن جهته قال الباحث مصطفى صلاح، الخبير في العلاقات الدولية، أن هناك علاقات صهرية بين القبائل العربية بصورة عامة والقبائل المصرية الليبية والفلسطينية وغيرها بحكم التجاور الجغرافي بينهما، وهذه العلاقة ساهمت بصورة كبيرة في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى الانعكاسات السياسية والأمنية، وهذه الروابط تم الاستفادة منها من جانب الدولتين في التوافق حول الكثير من وجهات النظر المختلفة تجاه الأوضاع الداخلية القديمة والحالية، ويمكن الإشارة إلى أن المدن الساحلية المصرية القريبة من الحدود الليبية تتداخل مع القبائل الليبية حتى أصبحت مدن كبيرة في ليبيا ومصر تتداخل مع بعضهما بالقرابة مثل مدينتي الإسكندرية والبحيرة في مصر ومدينة بني غازي في ليبيا، وهو ما ساهم في توثيق الترابط المتبادل بين البلدين وقد لعبت القبائل في كل من مصر وليبيا في تعزيز هذه الروابط، والتي من خلالها تداخل الأمن القومي لمصر وليبيا حتى أصبح الجانبين امتدادا لبعضهما البعض في الحفاظ على أمنها القومي، وهو الأمر الذي ظهر بصورة واضحة مع إعلان القبائل الليبية قبول الجهود المصرية الهادفة إلى تسوية الأزمة الليبية، كامتداد لخط الدفاع عن أمنها القومي في مواجهة التدخلات التركية.
وأكد صلاح، إن هذا الأمر يعكس عديد من المؤشرات في فهم دوافع هذا التأييد من جانب القبائل الليبية للسياسة المصرية أبرزها أن هناك توافق داخلي بصورة كبيرة على المساعي الحثيثة التي تبذلها القاهرة في دعم التسوية السياسية، بالإضافة إلى أن تدخلها في الأزمة الليبية لا يمكن أن يتشابه مع التدخل التركي الهادف إلى زيادة أمد الصراع وجلب المرتزقة والميليشيات المتطرفة، للسيطرة على مقدرات ليبيا السياسية والاقتصادية والعسكرية.
زيارات متبادلة
قال الشيخ سليمان مبارك من قبيلة بلي، أنه بناءا على صلة الرحم والقرابة والنسب يتم التواصل الاجتماعي عن طريق التطبيقات الحديثة مثل الوتس آب والفيس بوك وتويتر وأيضا الزيارات المتبادلة بيننا ونحن قبائل منتشرة في دول الخليج ومصر والأردن وفلسطين وكل قبيلة تحت مسمى واحد فمثلا قبيله بلي اسمها موحد علي جميع الدول العربية وكلنا تحت شيخ واحد وهو شيخ مشايخ قبيلة بلي في كل الدول العربية.
كما أضاف سليمان، أن القبائل أصبحت أكثر تحضر حيث يتم الآن الزواج بين القبائل بعضهم البعض من جميع الدول العربية ومن شتى القبائل.
وأكد سليمان، أنه من الناحية الاقتصادية نحن نعمل على جذب رجال الأعمال للاستثمار في مصر سواء مشروعات اقتصادية أو سياحية .
كما أشار سليمان، أنه من الناحية السياسية كلا منا يخضع تحت قانون دولته فلا يوجد لدينا أي تيار سياسي.
تتوسع قبائل بلي في أكثر من دولة عربية مثل الأردن والسعودية، وتنتشر القبائل نفسها على الجانبين وتستمتع بفرحنا وتشاركنا أحزاننا، تذهب وفود من قبيلة بلي في مصر للمشاركة في المناسبات في الدول الأخري ، وإذا كانت هناك مشكلة سيتم استيعابها وحلها بما يرضي جميع الأطراف،نتشارك نفس العادات والتقاليد والملابس والطعام والشراب، وإذا نشأت مشكلة في رعايتهم، سيزورنا للمصالحة، وسيتم تشكيل لجنة مصالحة، مما يعكس الكرم والتسامح والاحترام، أما في المناسبات المختلفة يتبادلواالزيارات، وبالمثل، تزورنا أفراد قبائل بلي في الدول الأخري وتقدم لهم الذبائح، كما يقول عنهم”أسلافهم” الذين يتم تقديمهم إليهم في مناسبات مماثلة.
وأشار سليمان، إلى العلاقات الطيبة والزواج بين القبائل على الجانبين يخدم المصلحة العامة لكلا البلدين ، والتعاون المثمر بين الجانبين ، كما كان الحال خلال الفوضى الأمنية في الثورات العربية، حيث وجدنا التضامن مع أبناء القبائل المصرية بعضهم البعض و اتصالات على أعلى مستوى لمنع دخول العناصر المخربة حاولَ الإضرار بأمن الوطن.