مصر في قمة العشرين: صوت الدول النامية على طاولة الاقتصاد العالمي

تنطلق اليوم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية قمة مجموعة العشرين، التي تستمر على مدار يومين، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بناءً على دعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة خلفًا للهند. تأتي هذه المشاركة لتعكس الدور البارز لمصر على الساحة الدولية، حيث تسعى لتأكيد حضورها الاقتصادي وسط أكبر القوى الاقتصادية العالمية.
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محيي عبد السلام أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين تمثل خطوة محورية نحو تعزيز التعاون مع القوى الاقتصادية الكبرى، سواء في المعسكر الشرقي أو الغربي. وأوضح أن هذه القمة تضم الدول الأكثر تأثيرًا على الاقتصاد العالمي، مما يعكس انفتاح مصر على جميع المنظمات الدولية مثل مجموعة بريكس، وحلف الناتو، وقمة العشرين، بهدف تحقيق شراكات تخدم مصالحها الوطنية.
وأشار عبد السلام إلى أن مصر تمتلك إمكانيات اقتصادية ضخمة معترف بها عالميًا، لكنها بحاجة إلى مزيد من التنظيم لتحقيق أقصى استفادة. وأوضح أن الحكومة المصرية تتبنى توجهات تدعم ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي المستدام، خاصة في ظل امتلاك البلاد لمقومات سياحية وصناعية وزراعية ضخمة، إلى جانب الأيدي العاملة المؤهلة.
مشاركة تاريخية وسط تحديات عالمية
تُعد هذه المشاركة الرابعة لمصر في قمم المجموعة، بعد مشاركتها السابقة في قمم اليابان والصين والهند، وهو ما يعكس تقدير المجتمع الدولي للدور المحوري لمصر إقليميًا ودوليًا. وتأتي هذه القمة وسط مناقشة موضوعات حيوية تهم الدول النامية، مثل الشمول الاجتماعي، مكافحة الفقر والجوع، إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، وتحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة.
يُلقي الرئيس السيسي خلال الجلسات المتعددة للقمة كلمة مصر التي تستعرض التحديات التي تواجه الدول النامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية العالمية المتصاعدة. كما يتناول الرئيس جهود مصر في استعادة الاستقرار الإقليمي، في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في فلسطين ولبنان، والاضطرابات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
أجندة مكثفة ولقاءات ثنائية
من المتوقع أن يعقد الرئيس السيسي لقاءات مع عدد من قادة وزعماء العالم على هامش القمة لتعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب دعم السلم والأمن الإقليميين. وتناقش القمة العديد من القضايا الحيوية، من بينها تحسين أداء المؤسسات الدولية، تطورات الذكاء الاصطناعي، تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، مواجهة التغيرات المناخية، وزيادة حجم التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء.
أهمية مجموعة العشرين ومكانة مصر المتصاعدة
تمثل مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، و90% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و80% من حجم التجارة العالمية. دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات المجموعة تعكس ثقلها الدولي، وسعيها لتكون صوتًا مؤثرًا للدول النامية والعربية والإفريقية في القضايا الاقتصادية والسياسية الكبرى. كما تؤكد على العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر والبرازيل، وتطلعات قيادتي البلدين لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة.
في ظل تحديات عالمية معقدة، تبرز قمة العشرين كمنصة حيوية لتبادل الرؤى والأفكار، حيث تسعى مصر من خلالها لتعزيز دورها الإقليمي والدولي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يخدم شعبها واقتصادها.