قبائل و عائلات

في ذكرى فارس السياسة وعمدة الاقتصاديين العرب

بورتريه :

في ذكرى فارس السياسة وعمدة الاقتصاديين العرب

سمو الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود

عميد السياسيين العرب

وأمير الاقتصاد والثقافة والسياسة السعودية العربية العالمية

(2 يناير 1940 – 9 يوليو 2015م)

تدرون من يملا عيون السياسة

سعود لا قبله ولا بعده سعود . .

كتب / حاتم عبدالهادي السيد :

حين تفقد الأمة فارساً فان الدموع لاتكفي لإراقتها على روح المتوفى ، ولكن هل مات حقاً الفارس وصقر السياسيين العرب سمو الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ، وزير الخارجية السابق في المملكة العربية السعودية للفترة (من 1975 إلى 2015). وابن جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وسليل الأمجاد وقائد الأمة العربية الى الأمام ؟!! .

ان الفقيد وان توفاه الله عز وجل بالجسد لكن روحه لن تموت وذكراه ستظل محفورة فى قلوب محبيه من كل أبناء الشعب فى المملكة وفى كافة أرجاء الوطن العربي ، بل وفى العالم أيضاً ،وذلك لما كانت للمغفور له بصمات في بناء صروح الأمجاد السعودية التي ترتفع كل يوم ، والتي يرفع لواءها صاحب السمو الملكي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريف وقائد الأمة العربية والاسلامية .

ان ورود العالم وأزهار اللوتس والقرنفل والزنبق والفل والرياحين أراها الآن تكلل قبر الفقيد والمغفور له بإذن مولاه عز وجل ، وتبقى سجايا الرجل وعطاءاته لا تكفى لسرد مآثر الأمير ، ذلك الانسان ذا القلب العاشق لتراب المملكة الوطني والذى أعطى للملكة العربية السعودية كل حياته ، فأعطته المحبة فى قلوب الناس أجمعين بل وفى العالم قاطبة ، ولم لا وهو السياسي وعميد السياسيين العرب والفارس والألمعي ورجل الاقتصاد والمجتمع والثقافة والفكر والفن والابداع ، وقد تجلى دوره وبرز بقوة فى المؤتمر الاقتصادي العربي بشرم الشيخ والذى أثبت للعالم قاطبة الدور الرائد والقوى للسياسة السعودية الجديدة التي انتهجها جلالة الملك / سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ توليه عرش المملكة لرفع راية العرب الى الأمام ، ومعاملة الغرب والعالم بندية دون تخاذل أو انحناء ، فكانت الصورة مشرفة بقيادة حكيم العرب جلالة الملك فى عودة الهيبة للعرب والمسلمين وهذا ما أكسبها التأييد الشعبي العربي والعالمي لتظل المملكة وكما كانت زعيمة للأمة العربية وقت المحن ووقت السلم وفى كل الأوقات .

ولعل أبرز رأى عن مآثره وأوجاعنا في فقده ما قيل فيه من شعر حينما اشتد به المرض ثم وفاته رحمه المولى عز وجل :

قال المرض متعب ولا عاد بي حيل

قلت المرض كلّه تجمّع بصدري

يوم أعلنوا ذاك الخبر تالي الليل

وداعة الله وانت بالـخير مـذكـور

يا كثر ما كـافحت…عنّـا وعـانيت

الشعب كله قال يا سعود مشكور

وفّيت يا رجـل السياسـة وكـفّيت

هز المرض راسه ولا مال راسه

وقفة جبل دون الوطن لـ أربع اعقود

تدرون من يملا عيون السياسة

سعود لا قبله ولا بعده سعود . .

فمن هو الأمير سعود الفيصل ؟ وما المكانة التي أعطته كل هذا الحب الجارف في مماته الى أن تغمده المولى برحمته ؟ وماذا قدم للوطن من بطولات وأمجاد ؟ وماذا أعطاه الوطن من تقدير ؟ .

ان الأمير سعود هو الابن الثاني للملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، ولقد ولد بمنطقة الطائف سنة 1940، وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية سنة 1964 ثم عمل لدى شركة “بترومين” النفطية التابعة للحكومة السعودية ، وشغل بعدها منصب وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية سنة 1971 م ،هو أب لثلاثة أبناء وثلاث بنات.

ولقد تولى منصبه وزيراً للخارجية سنة 1975 بعد أقل من عام من وفاة والده، الملك فيصل بن عبد العزيز، وشغل هذا المنصب لمدة أربعة عقود زامن فيها أربعة ملوك لبلاده من أصحاب السمو وهم : جلالة الملك خالد و جلالة الملك فهد ، وجلالة الملك عبد الله و جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سلمان. ولقد أصبح بذلك وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم.

وقد تجلى دوره السياسى في تحقيق اتفاقية الطائف عام 1989 التي كانت من أسباب انهاء الحرب الأهلية في لبنان والتي استمرت منذ عام 1975حتى عام 1990 ، كما قاد الأمير سعود الفيصل السياسة الخارجية لبلاده خلال الحرب بين العراق وإيران منذ 1980حتى 1988، وكذلك مع الحرب العراقية-الكويتية، منذ دخول العراق إلى الكويت سنة 1990 إلى حرب الخليج التي تبعها التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الذي أدى إلى “تحرير” الكويت ، كما كان أيضاً عضواً بعدة لجان عربية وإسلامية على غرار اللجنة العربية الخاصة واللجنة السباعية العربية ولجنة التضامن العربي ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية التي أشرفت على قضية لبنان، وكان ذلك بحكم عمله وزيراً للخارجية آنذاك . كما قيل – إنه ساهم في إحياء مبادرة السلام العربية سنة 2007 التي كان هدفها إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وغير ذلك .

وقد تم الاعلان عن إعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه منذ أبريل/ نيسان الماضي – نظراً لمرضه – .

ولقد كان رحمه المولى عز وجل مثقفاً ويتقن 7 لغات بالإضافة إلى العربية منها : الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية .

وقد تزوج رحمه المولى عز وجل من الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود ، أما أبناؤه فلهم كل العزاء وهم :

الأمير محمد بن سعود بن فيصل آل سعود .

الأمير خالد بن سعود بن فيصل آل سعود .

الأمير فهد بن سعود بن فيصل آل سعود .

الأميرة هيفاء بنت سعود بن فيصل آل سعود زوجة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود .

الأميرة لما بنت سعود بن فيصل آل سعود .

الأميرة ريم بنت سعود بن فيصل آل سعود .

ومما قيل عن أمير الهيبة والحنكة والحكمة الذى عاش كريماً ومات شامخاً : ‏ما فقدنا رجل .. فقدنا تاريخ .. فقدكو …

لقد كانت وفاتك يا سعود أكبر من أن تكتب .. فقدك حزن وطن وأمة ..

ولقد نعى الديوان الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية .

أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا بوفاة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتهما. وقال الجار الله : ” فجعنا بنبأ وفاة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق وبوفاته فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة كما فقدت الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي جميعاً والأمتان العربية والاسلامية رجلاً من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتها بتفان وعطاء مميزين”. كما ذكر أن عطاء الفقيد رحمه الله كان سخيا ومثالا للخلق وللأدب والالتزام والتفاني في الوفاء بالمسؤولية في التعامل مع الملفات التي أوكلت إليه. وأضاف “لقد كان لي شرف التعامل مع الراحل ولمست كم كان رجلاً عظيماً.. وعطاؤه بلا حدود.. كان رجلاً ودبلوماسيا متميزاً ومحط إعجاب في العالم العربي والعالم بأسره”.

واستذكر الجار الله مواقف الفيصل تجاه الكويت إبان الغزو الغاشم قائلا “لا ننسى دوره عندما تعرضت الكويت للاحتلال فقد حمل لواء الدفاع عنها وتحريرها إلى كل بقاع للعالم وكان مدافعا صلبا عن حقوقها وينتزع موافقة العالم للمواقف الإيجابية تجاهها ولا يمكن لأبناء الكويت أن ينسوا مواقفه المميزة” ودعا الباري القدير أن يتغمد الأمير سعود الفيصل بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان متقدما بتعازيه الحارة والخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولذوي الفقيد وللشعب السعودي الشقيق.

كما نعى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح وزير الخارجية السعودية السابق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي وافته المنية بمدينة لوس أنجلس الأميركية عن عمر يناهز 75 عاما. وأكد الشيخ مبارك الدعيج أن الفقيد الراحل الذي قاد السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية الشقيقة منذ عام 1975 إلى وقت قريب يعد من أبرز فرسان الدبلوماسية العربية والإسلامية. وقال : إن الفيصل تولى وزارة الخارجية في فترة عصيبة تزامنت مع قضايا معقدة عاشتها المنطقة بين سجالات الحرب الباردة والقضية الفلسطينية والحرب العراقية الإيرانية والغزو العراقي للكويت ومعاهدة السلام العربية والحرب على الإرهاب وغيرها من التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم كما أشار إلى ما كان يتمتع به الراحل من رؤى سياسية عززت الدور المركزي لبلاده على الصعيدين الإقليمي والدولي ما مكنه من قيادة الدبلوماسية السعودية لنحو أربعة عقود مستذكرا الدور الدبلوماسي الكبير للأمير سعود الفيصل تحضيرا لحرب تحرير الكويت من النظام العراقي البائد عام 1991.

وفّيت يا رجل السياسة و كفّيت

يا كثر ما كافحت عنّا و عانيت

الشعب كله قال يا سعود مشكور

ودعتك الله و أنت بالخير مذكور .

ومما قاله الشاعر الكبير خالد الفيصل :

سعود و المشاعر تعصف عصف !

كيف تعبر ..؟ و هو ” أصلا فخرنا ”

ولقد توالت قصائد المدح والأبيات الشعرية لمدح لواء وعميد السياسيين العرب الأمير / سعود الفيصل رحمه الله :

رحل سعود الفيصل وخلى تواريخه وراه

في ليلةً تسري هبوب الخير بإ ستغفارها

روحه تسامت للسما بين الاقامة والصلاة

ترقى ودعوات العباد يمينها ويسارها

لو العمر يهدى على الغالين ويرد الوفاه

ان كان كل الناس تهدي له بقايا اعمارها

الله يحلله ويبيحه كثر وقفته و وفاه

للدولة اللي كلمة التوحيد رمز شعارها

يا سيدي حتى ولو منتب على قيد الحياه

نبّي نهدد بأسمك كبار الدول وصغارها .

ومن أعظم ما قيل عن وفاته رحمه المولى :

هز المرض رأسه و لامال رأسه

وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود

تدرون من يملأ عيون السياسه

سعود لا قبله ولا بعـده سعود

أخذت من اسمك نصيب ومكانه

سعود راس النايفات وعمدها ..

مع الضعيف وضد راعي الخيانه

في وقفته دوله بكامل عددها ..

تعبت يوم ارتاحوا الناس

وريحتهم وقت المتاعب

غيرك ورى المقناص عساس

وغيرك ورى صدح الملاعب

وغيرك يتابع كذب الاحساس

مابين رعبوبه وكاعب

يالارطبون الشامخ الراس

.سقم ارطبونات المصاعب

نضرب بك الهابي وينحاس

.وتكشف دعاوي كل ناعب

يالفيصليّ العرق دساس

يانسل من حل التشاعب

يالدبلوماسي يا(دبل ماس)

.يامبعثر أوراق التلاعب

ماجور يالفيصل ولابأس

يالصعب في دنيا المصاعب.

ميداننا ثابت على الساس

لاصرت فالميدان ( لاعب )!

فخر الوطن عز الوطن كله سعود

الصارم اللي ماخضع بالسياسه

من هيبته ترجف حكومات وجنود

وفكره يدرّس بالسياسه دراسه

كل المصاعب لاحضر صارت سهود

يحلها في حكمته والفراسه

وإليا وقف كل الذي حوله قعود

من هيبته محدن وقف في قياسه

لو العرب تمشي على منهج سعود

لابأس يا واحد من ألف من الناس

عداك ربي شر الأيام والبأس

يا سعود عباتك ويا سعود الاوطان

يا سعود ابن فيصل ويا رأس أبن رأس

ثلاثة ملوك لهم صرت ساعد

في خدمة الإسلام والدار والناس

يا ما رفعت الرأس في كل المحافل

وياما حسمت الرأي إذا غيرك أحتاس

أجهدت نفسك والجسم دون حدك

حدك بعيد يا رجل – ماله قياس

أخوي وأفخر بك عضيد ومسند

من فيحة الفيصل تشاربني الكأس

يفداك مرتاح الكلب وأجد اللوم

لاشارك البانين ولا حفر ساس

ماهي سوى ما بين هذا وهذاك

الله خلق ثم فرق بين الاجناس .

 

للفقيد الرحمة ،ولأهله الصبر والسلوان وليرحم المولى فقيد العرب والمسلمين الفارس الذى حارب الارهاب بالفكر والارادة وجابه أعداء الأمة بالحجة والبرهان فكان النصر حليف الأوطان .

فلنزرع جميعاً وردة فى المستقبل الجديد وفى العصر الجديد والمرحلة القادمة ولنغرس أشجار الحب لتملأ العالم ولنردد معاً : دعوا السلام ينمو فى الأرض لتطير الحمائم فى سلام ، وليحفظ الله الوطن والعرب والمسلمين والله الموفق .

حاتم عبدالهادي السيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى