أم عطية الأنصارية: نموذج رائد في التمريض وتغسيل الموتى وخدمة المسلمين
من النساء اللاتي تميزن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أم عطية الأنصارية، واسمها نسيبة بنت الحارث، التي برزت في مجال التمريض وتغسيل الموتى وخدمة المسلمين. عرفت بحبها للعلم، وقد تلقت تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ونقلتها للنساء، واشتهرت بمواقفها المليئة بالتفاني في سبيل خدمة الإسلام.
جهاد أم عطية مع الرسول
في كتاب “سير أعلام النبلاء” للذهبي، ورد عن أم عطية قولها: “غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات”، إذ كانت تؤدي دورًا مهمًا في المعارك، تعد الطعام للمجاهدين، وتسهر على علاج الجرحى، وتحرس أمتعة الجيش. كانت شجاعتها وإيمانها دافعًا لها للمشاركة في الجهاد إلى جانب الرسول، حيث كانت تبتغي الأجر والمثوبة.
مهنة تغسيل الموتى
تعد أم عطية الأنصارية من رائدات تغسيل الموتى في الإسلام، وقد تولت تغسيل زينب، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأمر منه. روى كتاب “صحابة رسول الله” أن النبي أوصاها باستخدام الماء والسدر والكافور في غسل زينب. وكانت رضي الله عنها تغسل من توفين من النساء طلبًا للأجر من الله، وقد احتفظت بفقه واسع في مسائل التغسيل، ما جعلها مرجعًا يُستفاد منه.
فقه وعلم أم عطية
عاشت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها حتى حدود عام سبعين هجري، وانتقلت في أواخر حياتها إلى البصرة، حيث استفاد الناس من علمها، ورواياتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روت أربعين حديثًا عن النبي، منها ستة أحاديث في الصحيحين، وعلمت الصحابة والتابعين أحكامًا متعلقة بغسل الموتى، وكانت نموذجًا يُحتذى في العطاء والعلم والفقه.
بهذا، قدمت أم عطية الأنصارية نموذجًا مشرفًا لدور المرأة في الإسلام، وكانت رمزًا للعلم والعمل والجهاد، مما يؤكد على أهمية المرأة ودورها الريادي في بناء المجتمع الإسلامي.