بطولات أكتوبر المخفية..وداد حجاب.. قصة «الملاك المقاتل» في العريش التي أرعبت الإنجليز
أسماء صبحي
فتى مصري يسقط طائرة إسرائلية بصاروخ من الكتف لأول مرة في تاريخ الحروب
البطل مرتضى موسى موسى فخر القوات الخاصة البحرية «قاهر خليج السويس» في مهمة سرية للغاية
حكاية غواصة مصرية نامت في موانيء إسرائيل وبين سفنها لمدة 30 يوما لجمع المعلومات
أحمد نبيل قورة أوقف زحف الدبابات الإسرائيلية بمدفعه في طريق السويس القاهرة
العميد محروس عبد الهادي صائد الطائرات و”أبو صابع ذهب” أسقط 10 مقاتلات إسرائيلية بمفرده
في أكتوبر من كل عام تحل علينا ذكرى الانتصار الأعظم والأغلى على قلوب جميع المصريين، حين كسرت الأمة المصرية حاجز اليأس والانكسار لرحاب العزة والانتصار فوق أراضي سيناء الحبيبة.
ويمتلأ هذا الحدث العظيم بالعديد من الأسرار والبطولات التي ساهمت في صنع النصر، والتي سنظل نذكرها على مر العصور، وإن ظل البعض منها في طي النسيان لم يسلط عليه الضوء بعد، ونستعرض البعض منها خلال السطور التالية..
ملاك مقاتل
انها وداد حجاب صاحبة الـ 15 عاما، التي خرجت تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي في سيناء بعد حرب 1967 ليس بالبندقية، ولا بزي الجنود، ولكن بزي ملائكة الرحمة، وفي يدها شاش وقطن، لم تتوقف لحظة لتفكر ما هو مقابل تضحياتي ولماذا؟ بالرغم من العزلة الاجبارية التي فرضها الاستعمار الإنجليزي علي سيناء تنفيذا للمخطط الصهيوني، خرجت وداد جريًا تحت إطلاق النار وانفجار دانات المدافع والدبابات لتتطوع بالعمل في مستشفى العريش فكانت هي البداية لمقاتلة حارت في أمرها قوات الاحتلال ولم تقع، وقدمت الكثير للمخابرات المصرية طوال سنوات حرب الاستنزاف، وأصبحت عضوة بارزة في منظمة سيناء العربية.
عملية الغواصة 24
أظهرت عملية الغواصة “24” مدى الخبرات التي اكتسبتها القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف ومدى فدائية الجنود المصريين البواسل، واستمرت العملية 30 يومًا كاملاً داخل الموانئ الإسرائيلية دون أن يكتشفها العدو، حيث كانت الغواصة تتحرك بين القطع البحرية الإسرائيلية ومرورا بقطع الأسطول الأمريكي السادس المرابط قرب الميناء لتأمينه وحماية إسرائيل، وتخطت أحدث وأعتى أجهزة السونار الأمريكية بسلاسة وهدوء دون حتى ملاحظتها أو رصدها.
وتولى قيادة هذه الغواصة الرائد بحري / محمد محمود فهمي، وقد مُنح وسام نجمة الشرف العسكرية، ومُنح جميع أفراد طاقمها نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى وذلك لنجاحها في تنفيذ مهمتها، والتي كانت تتلخص في استطلاع أنشطة المرور المعادية وأسلوب حماية القواعد والموانئ الإسرائيلية بالبحر الأبيض المتوسط، واستطلاع المراقبة والإنذار عند العدو وتحديد مواقع راداراته الساحلية وأسلوب تشغيلها وطريقة الإبلاغ والإنذار وتحديد جميع نشاطات إسرائيل القتالية اليومية أمام قواعدها وموانيها لمدة 30 يومًا.
وبعد لحظات من توضيح المهمة لطاقم الغواصة، أبلغ ضابط الإنذار عن اكتشاف إرسالات رادارية على جهاز الاستطلاع الراداري بالغواصة مما يعني وجود وحدات بحرية قريبة من منطقة مرور الغواصة، وعلى الفور أعطى قائد الغواصة أمراً بالغطس السريع إلى أن أبلغ ضابط الإنذار أن الأهداف عبارة عن قطع من الأسطول السادس الأمريكي.
واتخذ قائد الغواصة قرارا بالتسلل وسط تشكيل الأسطول السادس، واستطاعت الغواصة بالفعل الوصول لحد الأمان من نطاق أجهزة الوحدات البحرية الأمريكية، إلى أن وصلت ميناء حيفا الإسرائيلي واستمرت في دخول الميناء والبقاء فيه لدرجة أنها في إحدى المرات أصبحت وسط الوحدات البحرية الإسرائيلية وتم رفع البيروسكوب وبدأت الغواصة بأخذ جولات بالميناء وتصوير الدفاعات والميناء وكل شيء مطلوب.
وكانت الغواصة تتجول في الميناء والعدو غافل تمامًا، ومع اقتراب الغواصة أكثر فأكثر أصبح ممكنا مشاهدة الأرصفة الحربية والمارة وكأنك بينهم، وكان القائد يستدعي الرجال لمشاهدة الأرصفة الحربية والمارة ليرفع من الروح المعنوية للطاقم وليدركوا أنهم هم الأفضل حتى وإن ضعفت الإمكانيات.
ومع اكتمال اليوم الثلاثين، استقبلت الغواصة إشارة من قيادة القوات البحرية مضمونها (نهنئكم بنجاح المهمة .. عد للميناء)، وفي الساعة السادسة صباحًا تصل الغواصة 24 لميناء الإسكندرية كان في استقبالها الفريق أول فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية مصافحًا ومكافئًا طاقم الغواصة.
قاهر خليج السويس
أطلق على البطل مرتضى موسى موسى من القوات الخاصة البحرية، والذي عمل بالاستطلاع البحري بحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73، لقب “قاهر خليج السويس”، وحصل على وسام نجمة سيناء، وبدأت قصته مع العدو منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث أغلقت المدارس وبدأ التدريب العسكري بالمعسكرات للشباب وتوالت الأخبار عما يرتكبه العدو الغاشم من قتل وسلب ونهب لأهل سيناء وبورسعيد، ومن تكاتف قوى العدوان المتمثلة في إنجلترا وفرنسا وإسرائيل في محاولة لتدمير قواتنا المسلحة والنيل من ثورتنا المجيدة.
كما توالت أخبار بسالة أبناء بورسعيد في الزود عنها والبطولات التي قام بها رجال القوات المسلحة للدفاع عن شرف هذا الوطن والاستشهاد في سبيله، كل ذلك كان بمثابة الشرارة التي أشعلت في نفس مرتضى روح الكراهية والعداء للعدو الغاصب والإصرار على الثأر والذود عن شرف هذا الوطن وتحرير أرضه، فانضم الى معسكرات التدريب العسكري في محاولة منه لاكتساب كفاءة عسكرية ومهارات قتالية تتيح له الاشتراك في الكفاح الوطني مع أبناء الوطن وأملًا في أن يجد فيها ما يمكنه من إرضاء نفسه وإشباع الرغبة في الثأر وتحرير الوطن.
وما أن عادت الدراسة للانتظام حتى كانت القوات البحرية قد أعلنت عن طلب متطوعين من حملة الشهادة الإعدادية للانضمام إلى فصول القوات البحرية، فوجد مرتضى في ذلك سبيلا للعمل الجاد المشرف من أجل مصر وعزتها وشرفها، وعلى الفور تقدم بأوراقه اليها واجتاز اختبارات القبول بنجاح تام وكان له التوفيق في القبول بالقوات البحرية في 5 أكتوبر عام 1959م.
وانضم مرتضى إلى صفوف رجال البحرية ليبدأ أولى مراحل تعليمه في مركز التدريب البحري وكانت تلك الفترة من أحسن الفترات التي كشفت عن معدن ذلك البطل وأصالته من رجولة وشجاعة حيث كان في مقدمة زملائه دائما.
وما كاد مرتضى ينتهي من المرحلة التدريبية الأولى في مركز التدريب، إلا وقد أعلن عن تشكيل الصاعقة البحرية لتكون مهمته للقيام بالأعمال الفدائية فكان هو من أوائل المتقدمين بطلب الانضمام إليها وكان من أوائل المرشحين من قادته ومعلميه، وتم انتقائه هو ومجموعة أخرى بعد اختبارات شاقة وفحوص طبية دقيقة للتحقق من مدى قدرتهم ولياقتهم البدنية، وهكذا انتقل إلى برنامج تدريبي أخر أشق وأصعب مما كان فيه، وأمضى تلك الفترة بنجاح تام وتفوق منقطع النظير، ووقع عليه الاختيار ليكون أحد معلمي رجال الصاعقة البحرية، ولم ينته الأمر عند هذ الحد من التدريب بل كان دائمًا يسعى إلى اكتساب المزيد من الخبرات.
وكان جميع من حوله يعلم عنه ذلك فما كادت تلوح للقوات البحرية فرصة حضور بعض أفرادها لفرقة معلمي الصاعقة البرية إلا وكان الاختيار على مرتضى ليكون أول من يجمع بين خبرات الصاعقة البحرية والبرية، الأمر الذي لا يحققه بنجاح إلا خيرة الرجال وكان له التوفيق والنجاح، واجتاز الفرقة بتقدير جيد جدًا، ولقد كان لحصوله على تلك الفرقة بهذا المستوى من التفوق على أقرانه من رجال الصاعقة البحرية الأثر الواضح في أن يصبح أحد رجال الصاعقة البحرية القلائل ذوى العلم والكفاءة حيث جمع بين الخبرات العسكرية للبر والبحر فكان نموذجًا للجندي المدرب تدريبًا عاليًا المستعد للتضحية والفداء، وعمل بالاستطلاع البحري وأطلق عليه قاهر خليج السويس ولم يتم الإعلان عن بطولاته تفصيلاً حتي الآن نظراً لسريتها.
منقذ الجيش الثالث في موقعة الثغرة
الشهيد أحمد نبيل قورة، صائد الدبابات ومانع زحف الإسرائيليين لطريق السويس، كلفته القيادة بعمليتين فدائيتين فنفذ 5 عمليات.
اسمه بالكامل النقيب أحمد نبيل حسن السيد قورة، تخرج من الكلية الحربية سنة 1970 من سلاح المشاة، والتحق بالعمل بالفرقة 23 مشاة، بالجيش الثالث الميداني بالسويس، وكان مكلفًا بالقيام بعملتين أثناء الحرب، إلا أنه قام بخمس عمليات خلف خطوط العدو بنجاح باهر، وعند حدوث ثغرة بين الجيش الثاني والثالث الميداني، ونظراً لفدائيته وانتماءه رشحه الفريق “أحمد بدوى” ومعه مجموعة من الفدائيين للتصدي لدبابات العدو الإسرائيلي، حيث استغل العدو تلك الثغرة وأعد الدبابات لاقتحام الثغرة بين الجيش الثاني والثالث الميداني والدخول منها إلى طريق القاهرة السويس الصحراوي، وقام الشهيد بالتصدي ومعه باقي المجموعة الفدائية لتلك الدبابات وأحرق ودمر منها 16 دبابة، على مشارف مدينة السويس الباسلة، مما أوقف زحف دبابات العدو لتلك الثغرة، إلا أن أحد الدبابات الغادرة قامت بالتعدي عليه، أثناء قيامه بإعطاء تعليمات بالضرب لباقي الفدائيين، واستشهد في الحال ومعه 5 من جنود فرقته، وتم منح اسم الشهيد النقيب “أحمد نبيل” وسام نجمة الشرف العسكري.
أصغر شهداء الحرب
الملازم محمد صقال، هو أحد ضباط الجيش المصري في أكتوبر 73، ونال الشرف بأن يكون أصغر شهيد في الجيش المصري في حرب اكتوبر حيث كان عمره 20 عامًا، وكان أحد ضباط الفرقة الثامنة عشر مشاه المكلفة بتحرير القنطره شرق.
منذ أن تخرج «صقال» من الكلية الحربية وهو ينتظر لحظة الثأر، فأخوه الأكبر كان أحد شهداء النكسة، وأصر على الانخراط في سلك العسكرية المصرية، وجاءت لحظة الثأر، حيث كان في قوات الموجة الأولى، وقام بأكثر من عمل بطولي، كان يواجه دبابات العدو ببسالة خارقة، وآخر مره شوهد فيها قبل استشهاده قام بتدمير 7 دبابات كامله، وهاجمت موقعه طائرات العدو ولم تمنحه الفرصة للابتعاد، ويقول زملائه عنه إنه كان يتحرك بخفة وشجاعة لم نعهدها في أي مقاتل آخر.
الأول في التاريخ
إنها قصة جندي متطوع لم يكن حتى قد ترقى إلى رتبة العريف، كان عمره وقتها ١٧ عاما، لكنه استطاع لأول مرة في تاريخ الحروب منذ أن عرفت الجيوش الطائرة والصاروخ أن يُسقِط طائرة بصاروخ صغير محمول على الكتف، وكان هذا الصاروخ الروسي الذى يسمى “ستريلا” قد جُرِّب من قبل في حرب فيتنام وفشل استخدامه ولم يحقق نتيجة إيجابية واحدة، وحينما أتى الخبراء الروس إلى مصر استخدمته الكوادر المتخصصة ضد الطائرات التي تُغِير على مصر ولم ينجح أحد، إلى أن أتى هذا الفتى الصغير ابن كفر الشيخ وحقق المعجزة حينما استطاع إسقاط طائرة “سكاى هوك” كانت قاب قوسين أو أدنى من تدمير قاعدة صواريخ مصرية، ونجح الفتى الصغير في ما فشل فيه من قبل محاربو فيتنام الشجعان وعتاولة الروس أقوى جيوش العالم، هذا الصاروخ أصاب الطائرات التي تبث الرعب، لأنها تكون على ارتفاع منخفض ويروِّع أزيزها أي إنسان تعبر من فوقه مما يفقده التركيز والقدرة على التصرف، وبالتالي فإن استخدام صاروخ صغير محمول على الكتف يزن 16 كيلوجراما أمر يحتاج في هذه الظروف إلى قوة أعصاب وشجاعة وقوة تركيز ومهارة وأن يكون كل هذا بمستويات غير عادية وفائقة، وكل هذا هو ما كان عليه الفتى “عَلِى” عندما حقق المعجزة التي ينتظرها القادة والخبراء العسكريون في جيوش العالم المتقدمة.
وبعد هذا النجاح العظيم كان هناك مسلسل من سقوط الطائرات الإسرائيلية التي كانت تمرح بغرور في سماء الوطن، وكان سبب بداية هذا المسلسل هو روح التنافس التي نشأت بين الجنود الصغار، وكان هؤلاء الصغار الأبطال قد استبدلوا بصيد العصافير -مثلما يفعل من هم في مثل سنهم- صيد الطائرات الإسرائيلية ولمدة طويلة أربك هذا المسلسل القيادة الإسرائيلية أمام فشل أجهزة استطلاعهم في معرفة هذا السلاح الذى أصبح غولاً سريًّا مرعبا للطائرات المنخفضة.
حل مشكلة وقود صواريخ الدفاع الجوي
تمكن الدكتور المرحوم محمود يوسف سعادة، أستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومي للبحوث، ثم شغل منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومدير مكتب براءة الاختراع في التسعينات، ثم أستاذًا متفرغًا بالمركز القومي للبحوث حتى توفاه الله في 28 ديسمبر 2011، من حل مشكلة وقود صواريخ الدفاع الجوي التي كانت تُهدد خطط الحرب المصرية.
قبل الحرب بعدة شهور، كانت تتوالى التقارير أمام اللواء محمد على فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي تشرح باستفاضة الحالة الفنية التي عليها الصواريخ، والتي تواجه وتقترب من مشكلة ضخمة، وكان الموقف بالنسبة لوقود الصواريخ سيئًا للغاية، فالجزء الأكبر منه قاربت صلاحيته على الانتهاء بعد شهور قليلة، والجزء الآخر انتهت صلاحيته فعلا وأصبح عديم الجدوى، والإمداد السوفيتي من هذا الوقود متوقف، وكان الموقف خطيراً وينذر بأوخم العواقب، ولابد من حل سريع، فعبور القوات المسلحة إلى الشرق يتوقف نجاحه على الحماية التي يوفرها حائط الصواريخ المصري ضد تدخل الطيران الإسرائيلي، ولم يستجب الاتحاد السوفيتي لطلب مصر المتكرر للوقود، فاتجه اللواء فهمي إلى الأجهزة والمعامل الفنية داخل القوات المسلحة أولاً لكنها عجزت عن حل المشكلة، فاتجه على الفور إلى العلماء المصريين المدنيين، وفي سرية تامة تم عرض المشكلة عليهم.
وتقدم لهذه المهمة أحد المصريون وهو الدكتور/ محمود يوسف سعادة، الذي انكب على الدراسة والبحث، فنجح في خلال شهر واحد من استخلاص 240 لتر وقود جديد صالح من الكمية المنتهية الصلاحية الموجودة بالمخازن، وكان ما توصل إليه الدكتور محمود هو فك شفرة مكونات الوقود إلى عوامله الأساسية والنسب لكل عامل من هذه المكونات، وتم إجراء تجربة شحن صاروخ بهذا الوقود وإطلاقه ونجحت التجربة تمامًا، وكان لابد من استثمار هذا النجاح فتم تكليف أجهزة المخابرات العامة بإحضار زجاجة عينة من هذا الوقود من دولة أخرى غير روسيا، وبسرعة يتم إحضار العينة، كما تم استيراد المكونات كمواد كيماوية، وانقلب المركز القومي للبحوث بالتعاون مع القوات المسلحة إلى خلية نحل كانت تعمل 18 ساعة يوميا، ونجح أبناء مصر مدنيين وعسكريين الذين اشتركوا في هذا الجهد العظيم في إنتاج كمية كبيرة (45 طن) من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوي المصري على أهبة الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.
وقد كانت مفاجأة ضخمة للخبراء السوفييت – كان مازال بعضهم موجودا – الذين علموا بما قام به المصريون دون استشارة أو معونة من أي منهم، فلم تكن القوات المسلحة وحدها هي التي تقاتل حرب الاستنزاف أو تستعد لخوض حرب أكتوبر 1973، لقد كانت مصر كلها علماء، فلاحين، عمال، مهندسين، طلاب، ومثقفين على قلب رجل واحد.
أبو صابع ذهب
العميد محروس عبد الهادي، الذي أسقط الطائرة الأولى في السادس من أكتوبر وسط تشويش الرادار والدخان، وبعد نصف ساعة أسقط الطائرة الثانية شرق القناة، فأمطره زملائه بالتهاني والقبلات وكانوا ينادوه بـ “أبو صابع دهب”، وعندما يرون أهدافاً جديدة ينادوه لاصطيادها، ومنذ هذا الحين استمر مسلسل إسقاط الطائرات، وأسقطت كتيبته 17 طائرة، كان نصيب “ابو صابع دهب” منها 10 طائرات.