لماذا لقبت السيدة فاطمة الزهراء بأم أبيها؟
لماذا لقبت السيدة فاطمة الزهراء بأم أبيها؟
تعد السيدة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، إحدى الشخصيات النسائية الفارقة في التاريخ الإسلامي، حيث احتلت مكانة سامية في حياة والدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي وجدان المسلمين. هي ابنة النبي من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، والتي وُلدت قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة.
وقد تميزت فاطمة الزهراء بحبها لوالدها واهتمامها به، فكانت تسانده في كل محنة وتدافع عنه، حتى لُقبت بـ”أم أبيها” لما كانت تُظهره من حب وعناية تجاهه. وقد ردّ النبي هذا الحب بتقديرٍ خاص، فكان يقوم لاستقبالها كلما دخلت عليه، ويُجلسها في مكانه كتكريم لها. ولم يتوقف تقدير النبي لها عند هذا الحد؛ فقد قال عنها: “فاطمة بَضْعَةٌ مني، فمن أغضبها أغضبني.”
كان زواج السيدة فاطمة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه حدثاً بارزاً في التاريخ الإسلامي. أنجبا أربعة أبناء؛ الحسن والحسين، اللذان يعتبران سيدا شباب أهل الجنة، وابنتهما زينب وأم كلثوم. وقد شهدت حياتها تحديات كثيرة، مثل وفاة والدتها خديجة وفقدان أخواتها، لكنها واجهت تلك المصاعب بصبر وثبات، مما أضفى على شخصيتها طابعاً مميزاً في تاريخ الإسلام.
وفي اللحظات الأخيرة من حياة النبي، كان لفاطمة موقف لا يُنسى؛ فقد أسرّ إليها بموعد رحيله، فبكت، ثم أخبرها بأنها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته، فضحكت لعلمها بأنها ستلتقي بوالدها قريباً. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لم تطل حياتها طويلاً، حيث توفيت بعده بأشهر قليلة في العام الحادي عشر للهجرة، لتدفن بجوار والدها الذي كان يشغل المكان الأكبر من قلبها.
وقد كانت السيدة فاطمة نموذجًا فريدًا للمرأة المسلمة، وقدوة في الطاعة والورع والصبر، وتركت بصمة خالدة في ذاكرة الأمة الإسلامية.